الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب «مصر القوية»، أسقط بنفسه أخيرا القناع الأخير من جملة الأقنعة السياسية التى حاول التلون بها والاختباء وراءها لخداع المصريين وتحديدا النخبة السياسية «المسكينة والطيبة» وصاحبة النوايا الحسنة التى تصدق أى شىء ومن أى شخص، حتى لوكان أبوالفتوح نفسه. القناع الأخير سقط يوم أول من أمس فى المؤتمر العام للحزب الذى اختار له اسما يسىء لمصر وللمصريين، فكيف يكون حزب اسمه مصر القوية ومؤتمره العام يحضره 200 شخص على الأكثر بالضيوف والشخصيات العامة والصحفيين وباقى وسائل الإعلام. إذن فهو حزب قوته 200 عضو فقط بعد أن فقد قواعده التى خدعت فيه منذ إعلان انشقاقه «الإدارى»، وليس الفكرى أو السياسى عن الإخوان فى إطار توزيع الأدوار ولعبة الخداع التى كانت تجيدها وتتقنها جماعة الإخوان فى فترة سابقة غابرة وانتهت وانكشفت فى 30 يونيو.
الكل يتذكر وبالطبع نخبتنا السياسية الطيبة الودودة كيف تم الاحتفاء بأبوالفتوح واعتباره المجدد والثائر فى حركة الإخوان بعد حسن البنا والمنشق الوطنى الذى يقود تيار الشباب والرافض لسياسة السمع والطاعة، وكيف رأت النخبة فى حزب فرعى للجماعة اسمه «الوسط» بديلا مدنيا عن الإخوان، وانضم له للأسف العديد من رموز اليسار المصرى باعتباره التطور الثورى لجماعة الإخوان ونهاية للفكر القطبى وللحرس القديم ولم ينتبه النخبة ومعهم كثير من الناس لنصيحة الشاعر العبقرى أبوالطيب المتنبى: «إذا رأيت أنياب الليث بارزة، فلا تحسبن أن الليث يبتسم»، والليث فى حالة توابع وأذناب وفروع الإخوان كانوا كالذئاب التى حاولت التوارى فى ملابس الحملان الوديعة طوال أكثر من 30 عاما، قد لا يعرف الكثيرون أن اليسار المصرى وخاصة الناصريين رشحوا الحمل الوديع عصام العريان قبل 25 يناير 2011 أمينا عاما لمنتدى الحوار القومى الإسلامى باعتباره - كما ظنوا واعتقدوا - أنه جسر للحوار الحضارى بين تيار الإسلام السياسى والناصريين.
بالعودة إلى أبوالفتوح فهو متسق مع نفسه ولعب الدور المرسوم له من الجماعة كعروسة الماريونيت التى يلهم بها على المسرح السياسى الداهية خيرت الشاطر، بالتالى عندما ينزع القناع الأخير عن وجهه السياسى وينحاز للإخوان فى المؤتمر العام ويصف 30 يونيو بالانقلاب، ويهتف «يسقط حكم العسكر»، فهذا أمر طبيعى لا يدعو للاندهاش أو الاستغراب، لكن اللافت للانتباه حضور شخصيات مثل الدكتور حسن نافعة وجورج إسحاق المؤتمر ولا أدرى هل هتفوا مع أبوالفتوح أيضا «يسقط حكم العسكر».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة