بدعوة كريمة من نيافة الأنبا بطرس فهيم، مطران المنيا للأقباط الكاثوليك، وأمين خدمة الشباب محيى إسحق، شرفت بتقديم ندوة للتوعية الوطنية عن الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، الانتخابات البرلمانية المقبلة، الثلاثاء الماضى. قدم للندوة الأب ملاك سامى، راعى كاتدرائية يسوع الملك، وقدم المرنم محب ترانيم وطنية، والشاعر ماريو ماهر قصائد شعر، وعلى مدى ثلاث ساعات اتسع صدر الكاتدرائية لما ضاق بة صدر الوطن من أسئلة الشباب الحائر بين الاستحقاقات الوطنية، والشعور بالغبن، وتراوحت الأسئلة بين: كيفية وضع معايير لاختيار المرشحين؟، وأسباب الشقاق الذى حدث بين الشباب وصناع القرار؟، وهل هناك إمكانية لعودة الإخوان أو رموز النظام السابق؟.. إلخ.
فى البدء كان هناك مناخ ملتبس خارج القاعة، حيث روج البعض من أنصار أحد المرشحين أن الندوة مكرسة لتوجيه الأقباط لانتخاب مرشحين بعينهم! لذلك افتتحت الندوة بأن المواطنين المصريين الأقباط ليسوا قطيعًا يساق من الدولة أو الأجهزة أو الكنيسة أو الأحزاب، بل إن جموع المواطنين الأقباط بعد ثورة 25 يناير يتمتعون بقدرات وطنية وسياسية، جعلتهم يشاركون بإيجابية فى الاستفتاء على الدستور، وفى الانتخابات الرئاسية، وأن أى مرشح أو جهة تتوجس أو تتوهم أنها ستسوق الأقباط كقطيع، تجهل ما حدث فى مصر عامة وللأقباط خاصة. وحول معايير الاختيار، رأيت أن يتمتع المرشح بالإيمان بالدولة المدنية، وضد الإرهاب قولًا وفعلًا، وأن يكون من المؤمنين بثورتى 25 يناير و30 يونيو، ويتمتع بقدرات فى التشريع، ويمتلك رؤية لحل المشكلات، ولديه برنامج مقنع للناخبين، بغض النظر عن دينه أو معتقده أو مستواه الاجتماعى. وأكدت للحضور أن الضمانة الوحيدة لعدم عودة الإخوان أو الفاسدين هو تكوين الشباب مجموعات مدنية خارج الكنيسة، والالتقاء بالمرشحين، والتحاور معهم، والتمييز من أجل الوصول لمن يستحق أصواتهم، وألا يوجههم أحد من داخل الكنيسة أو خارجها.
وتوقفنا مطولًا أمام أهمية المشاركة الإيجابية حتى نساهم فى إعادة بناء الدولة، وإتمام الاستحقاق الوطنى الأخير. واختتم اللقاء المطران بطرس فهيم بكلمة دعا فيها جموع الشباب لعدم الخوف، والتمييز، مؤكدًا أن الكنيسة لا توجه الأقباط إلا للذهاب للتصويت لمن يرونه يستحق، مؤكدًا أن الكنيسة ليست طرفًا، بل تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ودعا إلى عدم اليأس، والعمل للخروج بالكنيسة للوطن.
اللافت وجود غابة من اللافتات تحمل عبارات وشعارات لا ترقى إلى السياسة بصلة، وسعى من خلالها أغلب المرشحين للحصول على أصوات الكتل الانتخابية على أساس دينى أو جهوى، وكأننا لم نشهد ثورتين ودستورًا ورئيسًا جديدًا، اللهم احمِ مصر من محترفى الانتخابات، وتجار السياسة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة