سليم العبدلى يبحث عن روحه المفقودة فى ديوانه "من رائحة الفراق"

الأحد، 15 فبراير 2015 02:23 ص
سليم العبدلى يبحث عن روحه المفقودة فى ديوانه "من رائحة الفراق" ديوان من رائحة الفراق
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ديوانه الجديد "من رائحة الفراق" الصادر مؤخرًا عن دار الأدهم بالقاهرة، واصل الشاعر والمترجم الدنماركى من أصل عراقى "سليم العبدلى" نسج ملامح تجربته الشعرية وتشكيل خصوصيتها ولغتها وأسلوبها ورؤيتها، حيث قدم نصًا نثريًا مفعمًا بروح الفقد والغياب والشوق والحب والبحث عن تجليات الروح والجسد فى الزمان والمكان.

يرتحل الشاعر فى هذا الديوان ليطارد ما فقدته روحه وما فقده العالم من حوله، يرتحل فى الزمان وفى المكان، ليرثى قيم الحب والجمال، قيم العقل والوجدان، قيم الحضارة والثقافة والفكر، قيم الحرية والعدل، ويقدم رؤية تتجلى فى مفرداتها الشفافية والعمق والتلقائية.

يضم الديوان سبعة فصول لسبع قصائد تحمل كل منها عنوانًا دالاً وكاشفًا للنصوص التى تندرج تحته متراوحة بين الطول والقصر، وهى كالتالى "المدائن لمن أن لم يتسن لك البقاء"، و"لولا الخطوة لما كان الطريق"، و"الموت الضيف الأخير لبيت حياتى"، و"كلما تداعت المعرفة انتصبت رماح الفهم"، و"الآن رداء المستقبل وعطر الماضى" و"الحب غاية الحلم وأمل الآن"، و"آثار جراحى منابع آلام"، وسبق للشاعر أن أصدر بالعربية "الأمكنة مقابر الوقت".

عرف عن سليم العبدلى كثرة ترحاله وتنقله بيـن بلدان عديدة، وذلك ساعد فى نمو علاقة فريدة بينه وبيـن بعض الأمكنة التى تركت شيئا ما فى وجدانه. بعد أن استعرض رؤيته إلى بغداد (مسقط رأسه) وكوبنهاجن وأمستردام ومانهاتن وإسطنبول والقاهرة فى مجموعته الشعرية السابقة يكمل الشاعر مشواره مع الأمكنة، مع المدائن ليصف ما وصلت اليه بعد أن يستعرض تاريخ هذه المدائن شعريا. يبدأ ببغداد، وكيف يمكن لها أن تنعت بـ"دار السلام" وهى ومنذ تأسيسها باتت "كولوسيوم" لصراع الإخوة (الأميـن والمأمون) ثم الحكام وحتى يصفها اليوم بـ:
بغداد
أجهضَ السلام فيكِ
وغدوتِ دارا للعنتهِ
يتناوب الأسياد عليكِ
وبلون الحرب.. يتبدلون
مغتصبيـن
مستعمرين
أغرابا.

ثم ينتقل إلى دمشق التى "تغار منها بابل وأوروك"، والشاعر لا يخفى مدى عشقه لهذه المدينة ولروائح أسواقها وجبالها، ولكنه يلعن فيها "حراسها" حيث ينهى القصيدة:
كلما اشتقت اليكِ
لعنتُ لحظةَ الدخول من بواباتك
فحراسكِ ما زالوا
لا يؤتمنون

هنا حسرة البعد وعدم التمكن من زيارة مدائنه لأن فقط لمن يتسلط عليها الحق فى السماح لمن يدخل ومن يبقى ومن يخرج. أن الشاعر برثائه للمدن يصرخ بوجه المتسلطين عليها ويذكرهم باحترام تاريخها. كذلك أصفهان، عاصمة إيران السابقة، والتى سحرت زوارها وكل من مر بها.. كيف هى اليوم؟ بعد أن ساد حكم المعممين فيها ولأكثر من ثلاثة عقود. هنا يأخذنا الشاعر فى شوارع المدينة، لنعبر جسرها الشهير الـ "سى ڤَ سَى" ليدخل بنا إلى قصورها، وهنا يجسد لنا ما آلت له هذه المدينة، حيث يرى شهرزاد "قابعة فى ثوب الحداد" والخيام فى حضرتها يقص آخر حكاياتها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة