كان كتاب الشيخ على عبدالرازق «الإسلام وأصول الحكم» أول عمل ينسف فكرة الخلافة التى تعتبر الركن الأساسى فى التفكير الأصولى المتطرف، وأظهر خواء مفهوم الدولة الدينية التى ينادى بها رجال الدين، الذين اعتبروا فصل الدين عن السياسة تقويضا لنفوذهم، الكتاب كان امتدادا لروح عظيمة دبت فى الثقافة العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر، تجلت فى«المسالك والممالك» للوزير خير الدين باشا التونسى، «وروح التحرر فى القرآن» للشيخ عبدالعزيز الثعالبى، و«طبائع الاستبداد» لعبد الرحمن الكواكبى، «والإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية» للإمام محمد عبده وغيرها.
كتاب عبدالرازق و«فى الشعر الجاهلى» لطه حسين أربكا فقهاء النقل، الذين استمدوا نفوذهم من النظم الاستبدادية التى تعتبر الحرية خطرا، وهؤلاء مسؤولون عن اغتيال فرج فودة ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، وفرقوا بـ«القانون» بين نصر حامد أبو زيد والسيدة زوجته، بسبب كتابيه«الإمام الشافعى وتأسيس الأيديولوجية الوسطية» و«نقد الخطاب الدينى»، الذى تقدم بهما لكى يترقى من أستاذ مساعد إلى أستاذ مع بحوث أخرى، اعتبرهم عبدالصبور شاهين كفرا، لم يكن أبوزيد (المتدين) أول من اتهم بالكفر أو المس بقداسة الدين الحنيف، فقد سبقه ابن رشد والحلاج وطه حسين وعلى عبدالرازق وغيرهم، من الذين يريدون الاحتكام إلى العقل، أبو زيد التى ستظل قضيته غصة فى الحلق، كان يفرق بين الدين والفكر الدينى، ويحرض على التفكير فى مواجهة العقول الجامدة التى ترى فى الاجتهاد كفرا وتحول الدين إلى وقود للمعارك السياسية، التواطؤ الرسمى مع الذين كفروا الجميع، وهو الذى صنع وهم الإخوان .. وجاء بداعش.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة