لم يعد هناك وقت للصمت.. ولا لترك رؤوسنا فى الرمال، وكأن ما يحدث شىء عادى، بسيط يمكن أن يتحلل وحده.. عن أزمة روابط الألتراس يجب البحث عن حلول.. وليس حلا واحدا، ولا حتى حلا إجباريا، على الأقل لحين تثبيت ركائز دولة مصر الجديدة، واكتمال أركانها، ومؤسساتها، لأن الحل الواحد يماثل تماما الرأى الواحد، وبالتالى كل يوم يخرج واحد تحت مسمى أو آخر.. لينقل لنا الوصف التفصيلى لمباريات الموت التى أصبحت مثل الكرة الشراب تلعب فى كل حارة، وكل شارع.. وبينهما الأزقة والطرقات!
سيدى الرئيس.. وبدون مقدمات، الكل يعرف حجم انشغالكم، إلى أن تستكمل خارطة الطريق، لكن فى نفس الوقت هذا الانشغال، لن يمنعنا من تقديم ما يشبه اعترافات دامغة، على أساسها، يمكن اختيار حل.. لا البحث عن حل!
سيدى الرئيس.. أزمة الألتراس يعالجها البعض على أنها تحدث فى بلاد «الواء.. الواء»، بمعنى أنها معالجات عفا عليها الزمن، فهم يتصورون أن ضبابية طلقاتهم الفشنك حول قلة حيلة هذه الجروبات، بل يذهبون إلى أنها جروبات غير محسوسة على أرض الواقع، لمجرد الوصول إلى حالة طمأنة كاذبة للشارع الرياضى، بل الشارع العام أيضا.. ولم لا.. وكل مصالحهم مقضية بإذن فساد غياب الضوابط، وتفريق دماء الضحايا بين شعاب كثيرة.. هكذا يتصورون!
سيدى الرئيس تصورهم الخادع، لا يفرق معهم كثيرا، لأن المتهم سابق التجهيز موجود وهو الأمن المصرى الذى تعاونه قواتنا المسلحة، وبالطبع لا يهمهم أن يلقوا بكل كرات اللهب المشتعلة فى أحضان الأمن، بل يريدون أن تشمل القائمة الوزارة، ودوائر الحكم... إلخ... إلخ.. إلخ، أى أن تتقابل خواطرهم المريضة مع خفافيش الظلام عند ناصية قطر الاتحادية.. ليصبح العنوان الرئيسى: دم المصريين رخيص يا رئيس!
سيدى الرئيس كارثة مباراة الزمالك وإنبى تحتاج تفعيلا سريعا للقانون، وتفاعل أسرع بكثير من القائمين على الأمور.. ولكن هل القائمين على الأمور الرياضية والكروية.. يمكن الاعتماد عليهم!
سيدى الرئيس.. هذا هو السؤال الأخطر.. ويكفى بعض الاستفسارات مع البحث فى دفتر أحوال بلاد سبقتنا فى حركة التغيير لنكتشف بلاوى كثيرة!
سيدى الرئيس.. هل يمكن لمن أكل وشرب مع من جهلوا هذا الوطن، وأنشأوا جماعات تحكم وتتحكم وتصدر القرارات طبقا لما تتلقاه من تعليمات عليا، كانت بكل تأكيد لصالح من يحكم قبل ثورة يناير، وثورة يونيو؟!
سيدى الرئيس هل يمكن لمن أسقطتهم الثورتان من الدولة الفاسدة التى كانوا يستفيدون منها كل شىء.. ولا يتركون للبلد إلا %10 فى أقصى تقدير أن يقدموا لمصر ما ينقذها؟!
سيدى الرئيس.. هؤلاء فشلوا، بلاها فسدوا على مدار ربع قرن على الأقل فى أن يدشنوا ملعباً آدمياً، يدخله الجمهور للاستمتاع فيجد كافتيريا.. ياه كافتيريا.. بلاش دى.. طيب يجدوا دورة مياه صالحة للاستخدام.. وإذا وجدت، هل العدد كاف لـ آلاف؟!، مش بس كده.. ده كمان أبواب يمر منها المرء بجانب واحد ونصف كتف، والانصراف صعب للغاية، فما بالنا بالدخول؟!
سيدى الرئيس.. لولا ملاعب القوات المسلحة لكانت كرة القدم المصرية فى فضيحة.. ولعل المصريين يدعون الله أن يوضع أمامكم شريط فيديو، أو «سيديهاية» لأى ملعب آخر، بما فيها ملاعب مجددة من أموال المصريين.
سيدى الرئيس.. إذا كان هذا هو حال الملاعب، فما بالكم بثقافة من يفكر فى الجماهير؟!
إنهم محملون بثقافة «30» سنة فساد.. فإذا طالبتهم بأن يصبح هناك أكثر من باب للدخول.. يكون الرد.. عايزين نسيطر!
أما إذا كان الطلب كافتيريا ومو
سيقى مثلاً.. فإن الرد: يا ناس عايزين الجمهور يشرب مية وشاى والعياذ بالله، ويسمع موسيقى كمان؟!
سيدى الرئيس ماذا ننتظر من فشلة، لا يريدون الاعتراف بالواقع والاتفاق مع بيت خبرة عالمى لإصلاح أجسام استادات مصر.. بل يرددون المصريون أهمه.
سيدى الرئيس.. الملفات الحساسة يجب أن تكون هناك نسخة أمامكم، بس من الموثوق فيه أنهم سعداء بالتواجد فى الطريق المؤدى إلى مصر الجديدة!
سيدى الرئيس.. كرة القدم صناعة يمكن أن تدر على الشارع المصرى دخلاً كبيراً بالعملة الصعبة.. ويكفى أن نرصد لكم أن «5» لاعبين محترفين بالأجر الذى كان يتقاضاه أحمد حسام «ميدو».. يمكنهم أن يغذوا خزانة المحروسة برصيد من العملات الصعبة يساوى مدخرات المصريين العاملين فى كل المهن بدولة الإمارات مثلاً!
لهذا سيدى الرئيس لن يتركوا «سبوبة» الكرة تمر من تحت أيديهم، وبالتالى يرفعون شعار: «لا للاحتراف الكامل»، لأنه ضمانة عدم عودة أمثالهم لإدارة المنظومة التى يجب أن تكون كاملة الاحتراف!
سيدى الرئيس.. تلك عينة، مجرد عينة مما يحدث فى مجال المجنونة المستديرة، التى لا يعرف المنتقمون من ثورة المصريين، والذين حولوا دفة معتقداتهم السياسية «6300» درجة، إلا أن يدفعوا فى اتجاه كل خراب، حتى يظل ضباب الحرائق حاجبا للرؤية.. خانقا لمن يحاول الإصلاح!
سيدى الرئيس.. المصريون أو قطاع كبير منهم بدأ يراوده الأمل، بعد تصريحاتكم بأن ملف كارثة مباراة الزمالك وإنبى تحت عينكم، بل وطلبتهم رفع النتائج أولاً بأول لمكتبكم.
سيدى الرئيس.. السؤال الآن، والذى عرف قطاع كبير من المصريين الذين طالبوكم بقيادة الصفوف أن إجابته تحتاج إطلاعكم عليه هو: هانعمل إيه فى جروبات الألتراس بكل مسمياتها؟!
هل سنقتلهم؟!
هل سنتعايش معهم.. ومرة تخيب.. ومرة.. تصيب؟!
هل سندفعهم للهجرة.. أو نطردهم من البلد.. بطريقة اللى مش عجبه يغرق فى البحر؟!
سيدى الرئيس.. شباب مصر تسعى خفافيش الظلام لجذبه.. فهل نتركه؟!
سيدى الرئيس.. شباب مصر يحتاج حوارا.. لكن مع من يثقون أنه بعيد عن النظام السابق الذى ثاروا عليه.. وكان منهم ورد الجناين فى بداية ثورة 25 يناير، وقبل اختطافها، واستعادتها فى 30 يونيو!
نعم هو الحوار، ولدينا مؤشر على إمكانية نجاحه.. هو مجموعة من الشباب نظموا نهائى كأس مصر فى كرة السلة ببورسعيد.. أطلقوا على أنفسهم اسم: بورسعيد على «قديمه».. لكن يقصدون بالطبع ما قبل 30 سنة الفساد.. هؤلاء الشباب يسمعونكم ويصدقون أنك مؤمن بالثورتين.. لأنك خريج ثورة 1952 أيضا، لكن فى نفس الوقت يجدون رجال دولة فساد مبارك هم من يحاكونهم؟!
سيدى الرئيس.. الألتراس بكل جروباته تتنازعه أجنحة تجار الموت والدم المسلطين على مصر.. نحتاج للسرعة والحزم والحسم فى قرارات واضحة لردع من طاله رمز الخيانة لمصر منهم، وهم معروفون ولا يدفعون ضريبة مخططاتهم، لأنهم يلقون بالأكثرية للمواجهة مع الدولة المصرية!
سيدى الرئيس.. الأكثرية الشبابية.. لم تسمع غير صوت تجار الدم والموت، وهم يقولون لهم لماذا تنحاوزن لدولة مازال فى أركانها النظام الذى ثرتم عليه؟!، وفى نفس الوقت لم يسمعوا كلاما آخر من رجال موثوق فى وطنيتهم، لهذا يحتاجون لعلاج سريع!
سيدى الرئيس هذا الملف يساوى ملفات كل المشاريع التى نحلم بها.. إنه ملف الشباب المصرى.. وأنتم عليه لقادرون.. وقد تولد من رحم المعاناة طاقة أمل.. المجد للشهداء.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة