شيماء الشاعر تكتب: موت الترابط الأسرى بمشنقة الموبايل والأيباد

الإثنين، 16 فبراير 2015 08:09 ص
شيماء الشاعر تكتب: موت الترابط الأسرى بمشنقة الموبايل والأيباد شيماء الشاعر استشارية تربية أطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضاعت العلاقات الأسرية والعائلية بين الأجهزة التكنولوجية، أصبحت المحبة كلمة تكتَب دون إحساس، أصبحنا ذوى إحساس بارد مثل تلك الأجهزة.!!

قد يختلط عليك الأمر عندما ترى عائلة قد تبدو لك مترابطة ، والحقيقة غير ذلك بالفعل متواجدين فى شقة واحدة، وأوقات أخرى فى غرفة واحدة وعلى مائدة طعام واحدة فى بعض الأحيان، فكل منهم منعزل بعالمه الخاص لا يكاد أحد منهم يعلم أى شىء عن غيره.

أصبحت هذه الأجهزة الحديثة هى المسيطرة على الجو العائلى الدافئ، بحيث أصبح (الفيس بوك وتويتر وواتس أب) يسرق الكلام من كل أفراد العائلة، وهناك مفارقة غريبة فى تأثير الشبكات الاجتماعية على حياتنا، فبقدر ما تسهم فى زيادة حجم وتنوع علاقاتنا الاجتماعية من جهة، فهى كذلك، تؤثر سلبيا على حياتنا الاجتماعية، وقد تدمرها تماما.

يمكن القول إن الأمر تعدى ذلك من خلال ظهور ظاهرة التباهى بالأجهزة التكنولوجية والتفاخر بها، إذ يسعى كل فرد إلى اقتناء آخر ابتكارات عالم التكنولوجيا لكن من بين النتائج المحيرة للانتشار المذهل لأجهزة الهواتف الحديثة، هى أنها عملت على تقريب المتباعدين و ابعاد المتقاربين عن بعضهم البعض، أصبحت هذه التكنولوجيا لا تهدد التواصل فى الأسرة فحسب، وإنما تهدد العلاقات الاجتماعية أيضا.

الآثار السلبية التى تترتب على ذلك ضعف العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة الأبناء والآباء، مما يجعل الابن مدمنًا عليها ويجعله يترك وينعزل عن الحياة الطبيعية الاجتماعية، نجده يصنع لنفسه عالمًا افتراضيًا به أصدقاء افتراضين، وبالتالى نفقد قدرتنا على المتابعة والتحكم بأفعاله نتيجة المواقع غير المنضبطة، ضعف العلاقة بين الزوجين بمجرد وجود هذه الأجهزة قد نجد الزوج يلجأ أن يؤدى أغلب مهامه فى المنزل باستخدام الأجهزة الذكية، مما ينقص من التواصل مع أفراد عائلته حتى زوجته وهذا يجعل الزوجة تمل وتكره هذه الأجهزة، مما يخلق المشكلات وتطوراتها، كما أنها تضعف فى جمع الأسرة فى نشاطات مشتركة، نتيجة انشغال الزوج بالعمل خارج المنزل، فإنه لا يستطيع أن يتخلى عن الهاتف المحمول مما يهدد ترابط العلاقة الأسرية الحميمية، خاصة عند قضاء أحد أفراد العائلة وقتا طويلا أمامها، مما يزيد من شك أحد الزوجين، والحل يجب أن ندرك فعلا خطورة وسائل التكنولوجيا على حياة ومستقبل أبناءنا فهى تعمل على اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء وتقضى على كل أشكال الاتصال الأسرى فتختفى العلاقة القائمة على حرارة المشاعر وصدق الاحاسيس.

ولمواجهة خطورة هذه الأجهزة على تماسك الأسرة يجب عقد اجتماعات عائلية لمناقشة المشاكل التى يمكن أن تؤثر على تماسك الأسرة أو التى يمكن أن تعترضها فى المستقبل، نشر ثقافة الحوار فى نفوس الأبناء منذ الصغر وتعويدهم على الحوار مما سينعكس إيجابًا على اتجاهاتهم وسلوكهم فى تعاملهم مع الآخرين فى المجتمع، وكذلك بناء العلاقات الإيجابية بين الوالدين والأبناء حيث يؤدى الحوار الفعال بينهما إلى الاحترام المتبادل وتعزيز الثقة لدى الأبناء وتشجيعهم على التفكير السليم عبر إزالة الحواجز وتنمية علاقة الصداقة بين الطرفين التى لا تكون إلا من خلال الحوار بينهما، عرض على الأبناء تجارب اللآخرين الذين تعرضوا للأذى عن طريق هذه الأجهزة التكنولوجية، ووعظهم بغية عدم السقوط فيها، ترسيخ كل معانى الانسانية و طرق الحفاظ على حرارة العلاقات الاجتماعية و الاسرية، تربيتهم على احترام وأهمية الوقت واستغلاله فى اشياء تنمى خبراتهم فى الحياة .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة