أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

الانتقام والردع

الثلاثاء، 17 فبراير 2015 03:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لابد وأن تضرب القوات المسلحة ضربات موجعة لتنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، ردا على المذبحة الخسيسة ضد العمال المصريين هناك، وكان لابد وأن تأتى الضربة الأولى بسرعة بعد ساعات من المذبحة لتأكيد عدة أمور لابد منها:
أولا: القصاص من القتلة الإرهابيين حق تقره جميع الشرائع والقوانين، وتأخيره يهز صورة مصر فى المنطقة ويفتح عليها الباب لهجمات الشراذم الضالة والإرهابيين من كل حدب وصوب شرقا وغربا وجنوبا وفى قلب البلاد.

ثانيا: الرأى العام كان محتقنا غاضبا وشاعرا بأن هناك من يتعمد إهانتنا والمساس بكرامتنا كشعب وحكومة وقيادة سياسية، هناك من يراهن على هز الصورة المثالية للسيسى كقائد منقذ، بإهانته شخصيا واستبعاد أن يرد الرد السريع والحاسم والمناسب قياسا على حسابات نظرية عقيمة تتعلق بتكلفة العمليات العسكرية أو بتركيز القيادة السياسية على تطهير سيناء أولا.

ثالثا: هناك من يراهن على عدم قدرة الجيش المصرى أصلا على إدارة الحرب فى أكثر من جبهة، وأن انشغاله فى ملاحقة عصابات الإرهاب فى سيناء وعمليات الإخوان فى القاهرة والمحافظات، يعوقه عن ملاحقة ميليشيات الإرهاب على حدوده فى الغرب أو الجنوب، وهو الأمر الذى كان ولابد أن يتم اختباره وتفنيده بضربات مصرية سريعة لدواعش ليبيا للثأر منهم وردعهم.

رابعا: الضربات الجوية لدواعش ليبيا تمت تحت شعار الثأر من قتلة المصريين، نعم، ولكنها أيضا تؤكد مفهوما مهما، أن القوات المسلحة المصرية ستكون حاضرة فى كل بقعة تهدد الأمن القومى المصرى داخل أو خارج الحدود الجغرافية وبامتداد الحدود الإقليمية التى حددتها القيادة المصرية، كما تؤكد مفهوم الردع المباشر والقوى لكل من تسول له نفسه المساس بكرامة المصريين فى أى بقعة خارج مصر.

خامسا: الضربات المصرية لداعش فى ليبيا تمت بالتنسيق الكامل مع القوات الشرعية الليبية، أى أنها تمت دون أى شبهة من خرق القانون الدولى أو سيادة دولة عربية شقيقة رغم الظروف المأساوية التى تمر بها ليبيا والتى جعلت سيادتها مستباحة من القوى ومخابرات خمسين دولة، وكذا مستباحة من التنظيمات الإرهابية التى تجد فيها مشروع دولة فاشلة يمكنها استيعاب الإرهاب.

أخيرا: الضربات الجوية المصرية لدواعش ليبيا لن تكون الأخيرة، ورسالتها للعالم وللقوى الغربية التى تقف وراء داعش قوية واضحة: نستطيع أن ننالكم أينما كنتم، ولن ندعكم تعطلوننا أو تعرقلون مسيرتنا التى نصنعها كما نريد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة