لم يكن عندى ذرة شك واحدة فى أن الدولة المصرية ستثأر سريعا لأبنائها الذين قتلهم تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، وبالفعل وأنا أكتب هذا المقال، صباح أمس الأربعاء، صدر البيان العسكرى الذى يعلن بدء الهجوم الجوى على معاقل داعش فى ليبيا، ما شفى صدور المصريين وجعلهم ينتظرون المزيد!
لم يفهم جهلاء داعش أن الدولة المصرية منذ التاريخ لم تقبل أبدًا بإهانتها على الملأ، ولن ترحم من يجرح كبرياءها، فإذا كان هذا التنظيم الجاهل ظن أنه بإعدام المصريين الأقباط وبث فيديو يصور عملية الإعدام الخسيسة هذه.. إذا ظن أنه سيشعل فتنة طائفية فى مصر ويهدم النظام، فهذا يؤكد حجم الجهل الذى سقط فيه داعش وأعضاؤه.
قل عن الدول المصرية ما شئت.. إنها دولة ظالمة.. أو أنها دولة قاسية.. أو أنها دولة استشرى الفساد فى أجهزتها.. لكن لا تقل أبدًا إنها دولة لا تعرف كيف ترد الصاع صاعين لمن يعتدى عليها أو يهينها، وما الجريمة الخسيسة التى ارتكبها داعش سوى اعتداء صارخ على كرامة الدولة.
لن يفهم أبدًا هذا التنظيم الغبى أنه يواجه دولة أحمس وتحتمس الثالث ورمسيس الثانى وقطز ومحمد على والخديو إسماعيل وجمال عبدالناصر.. دولة راسخة فى المكان.. قائمة فى الزمان.. دولة قضت نهائيًا على جنود الفرس وجحافل التتار والمغول.. دولة كبدت إسرائيل هزيمة كبرى فى عهد السادات، والمستقبل يؤكد أن مصر هى التى ستقضى على الدولة الصهيونية.
إن المتأمل للأحداث التى تمر بالمنطقة منذ ثورة يناير المجيدة يكتشف بيسر أن هناك قوى كبرى وإقليمية ترعى تنظيم داعش وتدعمه بالمال والسلاح، بهدف واضح ومحدد هو عرقلة مصر عن السير فى طريق التقدم بعد أن طردت مبارك الديكتاتور ومرسى تاجر الدين.
لأمريكا وإسرائيل وتركيا مصلحة كبرى فى تعطيلنا، وما داعش سوى أداة قذرة فى أيدى هذه الدول، لكنهم لم يقرأوا التاريخ، ولم يعرفوا طبيعة الدولة المصرية، ولم يدركوا أن سر المصريين فى توحد مزاجهم العام وتجانسهم فى سبيكة نفسية متماسكة نادرة المثال.
مصير داعش كمصير التتار.. معتم.. معتم.. معتم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة