علا عمر

عن كل نقطة دم مصرى

الثلاثاء، 17 فبراير 2015 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لانزال تحت وقع الصدمة من ذبح 21 مصريًا قبطيًا تخالط دماؤهم مع منظر البحر الكئيب، والسواد الذى غيم على المشهد.. السفاح الأسود الملثم، والضحية التى ترتدى لونًا زاهيًا فاتحًا، لون صادم لا ينسى، والسكين الكبير (السنجة) اللامع، وأجسام السفاحين المختارة بدقة وطول وعرض.. حتى لا ننسى مشهد الضعف والانكسار فى عيون الضحية المذبوح، والقوة والجبروت المستمدة من غموض الأسود وكآبته إخراج محترف ورسم وتخيل سيناريو للمشهد المقزز المثير للاشمئزاز والشقاء من نفسية مريضة شاذة فى اغتصاب الخيال حتى عن إبداع مؤلفى الرعب (نقاط أتوقف عندها ككاتبة سيناريو وحوار) يفصح عن رسائل كثيرة تبتعد عن منطقة النسيان ببساطة لأن حدقة عينك لن تتسع أكثر، لن ترى أكثر جرمًا وتوحشًا وقبحًا ودموية فى حياتك.. لم يقل إجرامًا عن ما حدث لمعاذ الكساسبة الطيار الأردنى البطل.

وانتهز الفرصة هنا لأحيى الحكومة الأردنية على إعدام الإرهابيين ساجدة الريشاوى، وزياد الكربولى اللذين صدر فيهما حكم إعدام عام 2005 و2008 على التوالى.

رسالتى هنا إلى الدولة المصرية بكل مؤسساتها المسئولة أمام الله وأمامنا عن حياة 90 مليون مصرى وأسرهم لا تتذكرهم منظمات حقوق الإنسان، لماذا يظل الإرهابيون فى السجون حتى الآن يتنفسون هواء بلاد أمة الصليب على حد قولهم، ويأكلون من أموال الشعب، ويفسح لهم المجال للتعبير والتشجيع وبعث رسائل حث على قتل الكفرة امثالنا، يجب التعامل بقبضة من حديد مع كل أعداء الدولة والخلايا المدمرة بالداخل الكامنة فينا وحولنا لتحقيق مآرب مدمرة، هناك خلايا وقنوات ومواقع وصفحات مسممة تبث سمومها فى المجتمع وتحرض ضد الجيش وتشكك فى ردود فعل الدولة تجاه من ذهبوا من أبنائها ضحايا للإرهاب، الإرهاب ليس فقط إشعال النيران فى القطارات والمحلات التجارية، واستهداف الكمائن الشرطية والجيش، ومقراته والحرب الطاحنة على أرض سيناء الغالية.. هناك من يحاول إثبات وبث صور كاذبة مضللة أن الجيش لم يستهدف معاقل الإرهابيين، وأنهم قتلوا أطفالاً ودمروا منازل ليبيين عزل.. مدنيين حتى لا يحزن ويبكى المصريون، فى محاولة لرفع معنوياتنا وكأننا أطفال بلا عقل، وبلا وسائل بحث ونثق فى جيشنا قبل كل هذا شبكات الأخبار المسممومة وبعض المواقع المتأسلمة المدمرة التى تعرض صورًا بغرض التشكيك وشن حرب نفسية فى نفوس المصريين وتدميرهم، لتقلل من عزيمتنا وثقتنا فى الجيش المصرى تشن حرب نفسية ضارية لا تنساقوا إليها، حتى لو تساوت معاقل الإرهابيين فى ليبيا ومنازلهم بالتراب وقتل من قتل من أسر الدواعش وأولادهم وعائلاتهم هذه حرب وهم من بدأوا بالدم والسلاح، لن تزيدوا قيمة فى نظرنا عن الزومبى آكلى لحوم البشر فى سلسلة أفلام الرعب (الموتى السائرون)... لا حديث معهم فنفى عنهم وتجردوا من صفات البشر.. نهاية أى زومبى الإعدام... أنتم كائنات دون البشر أنتم ومن يساعدكم، ومن يؤيدكم وأتباعكم من الجماعات الإرهابية المسلحة جردت منكم صفات الإنسانية لذلك كيف يبحث ويتحدث الغرب والمنظمات الممولة عن حقوق لمن جردوا من الصفة الإنسانية، شىء مثير للشفقة والتساؤل بسخرية أن دول الغرب المسئولة عن مقتل أكثر من مليون عراقى فى العراق، تنتقد القاهرة وتدينها فى مجال حقوق الإنسان، شىء مثير للشفقة أن الدول التى ورطت فى قضايا إجرام حرب وانتهاكات فى السجون وعمليات التعذيب التى صورت صوت وصورة، هى نفسها الدول التى وجهت انتقادات واسعة لفرنسا على بيع مقاتلات (رافال لمصر)، فليتذكر الغرب سجله المذرى الأسود فى حقوق الإنسان، الحافل بالتجسس الغير قانونى تحت عباءة الأمن القومى، والاغتيالات الغامضة للصحفيين، والحروب غير المشروعة وعمليات التعذيب، وفضائح السى آى إيه التى وصلت صداها لأبواب السفارات فأغلقتها عنوة.. حتى لو تساوت ليبيا بالتراب لن يكفى ثمنا لدماء المصريين وتهديد أمنهم.

أقول لناشطى حقوق الإنسان على "فيس بوك" و"تويتر" انتحبوا بعيدا عنا.. نددوا بقتلى الشعب الليبى والمدنيين العزل وما يترتب عليه للمصريين المقيمين فى هذه الدول والصور المفبركة فى كوكب آخر.... الدماء بالفعل سالت وغطت مياه البحر... رسالتى إلى أولى الأمر فى مصر ضعوا حقوق الإنسان فى جانب، لا حقوق لمجرمين يفجرون البشر ويقتلونهم ويذبحونهم، التفتوا إلى حقوق الملايين الباقية.. لن نأكل بحقوق الإنسان، إن لم يكن هناك عدالة ناجزة والجهود التى تبذلها الحكومة لتعزيز الاقتصاد من أجل المساهمة فى تحسين حياة 90 مليون مصرى، يعيش 40٪ منهم تحت خط الفقر ستذهب مع الريح، لا تلتفتوا للغرب وعقوباته فتاريخهم محمل بالقمع والاغتيالات وحملات الإبادة تحت مسمى الأمن القومى.. لكل نقطة دم مصرى سالت وطن يفديها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة