"الدين والدم".. رسالة إلى الغرب لتذكيرهم باضطهادهم للمسلمين فى الأندلس

الأربعاء، 18 فبراير 2015 05:09 ص
"الدين والدم".. رسالة إلى الغرب لتذكيرهم باضطهادهم للمسلمين فى الأندلس غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الدين والدم.. إبادة شعب الأندلس" كتاب من تأليف المؤرخ والكاتب والإعلامى البريطانى المولد إسبان كار، صدر ضمن "مشروع كلمة" التابع لهيئة أبو ظبى للسياحة والثقافة، ويجيب عن تساؤلات لا يزال بعضها معلقًا، منها: ما الذى جرى فى الأندلس؟ ولماذا جرى؟ وما هى الأسباب التى قادت إلى هذا المصير المؤلم؟، وكيف أن قصة الأندلس أو أيبيريا الإسلامية، لدى الكثيرين عام 1492، قد انتهت وهم لا يعلمون أن ما يقرب من نصف مليون مسلم ظلوا يعيشون فى إسبانيا بعد سقوط آخر الممالك الإسلامية: غرناطة.

ليجيب بعد ذلك عن كيف كانت نهاية الأندلس؟ وماذا حدث لأهلها؟ هل غادروا البلاد إلى شمال أفريقيا أم غيرها من بلاد المسلمين مع حكامهم المعزولين؟ أم بقوا فيها وعاشوا تحت الحكم الجديد؟ وماذا حدث لمن قبلوا العيش تحت حكم الممالك المسيحية؟ وكيف سارت حياتهم؟ وكيف كانت علاقاتهم بالدولة، والكنيسة، ومواطنيهم النصارى؟ هل ذابوا فى المجتمعات النصرانية وتلاشت خطوط الفصل الدينية والثقافية التى كانت تفصلهم عن النصارى فى زمن الممالك الإسلامية؟ وكيف تعاملت الممالك النصرانية مع الاختلافات الدينية والثقافية للمسلمين الذى خضعوا لسلطانها؟

عبر نحو ستمائة صفحة من القطع المتوسط، يجيب كتاب «الدين والدم» عن هذه التساؤلات وغيرها، عبر تناول تاريخى رصين، ومحايد، ومتوازن، وشامل، كقصة المورسكيين ومصيرهم المأسوى بداية من سقط غرناطة عام 1492، حتى طردهم النهائى من إسبانيا عام 1614. علامة الاستفهام الأولى التى تواجه القارئ المعاصر: «من هم المورسكيون»؟، وهى كلمة إسبانية الأصل، «الأندلسيين الصغار» أو «أنصاف الأندلسيين»، وقد استخدمها الأوروبيون، بخاصة فى شبه جزيرة أيبيريا، للإشارة إلى المسلمين الذين نصّروا قسراً فى إسبانيا والبرتغال، بعد سقوط ممالك المسلمين فى الأندلس، ومع الوقت أصبحت الكلمة تستخدم بشكل ازدرائى للإشارة إلى الكاثوليك بالاسم فقط، الذين يشتبه فى أنهم يطبقون تعاليم الإسلام وطقوسهم سراً.

لقد أراد المؤلف من إعادة قراءة هذه القصة بعد خمسة قرون من أحداثها، أن يذكر القراء الغربيين بمأساة شعب حوربت ثقافته بأبشع الأساليب، واجتث من أرضه أخيراً بسبب الاختلاف فى الدين والثقافة، كى يبرز لهم أن التضييق على المسلمين وغيرهم من المهاجرين فى أمور الدين والثقافة فى الوقت الراهن لا يختلف كثيراً عما كانت تفعله الحكومات الدينية فى إسبانيا وأوروبا قبل العصر الحديث.

والشاهد أنه إذا كان المؤلف «الغربي» وجد أن الدرس الأول الذى يمكن استخلاصه من قصة المورسكيين يكمن فى تحذير الغرب من الانسياق وراء الخطاب الشوفينى المعادى للإسلام ومفردات الثقافة الإسلامية، حتى لا يجد "الغرب" نفسه فى مربع إسبانيا «الكاثوليكية» إذا كان هذا كذلك، فإن القارئ العربى يمكن أن يستخلص دروساً أخرى من الكتاب منطلقاً من واقع مجتمعه وظرفياته.


موضوعات متعلقة

جمال الغيطانى: السيسى طالبنا بإعادة النظر فى كتب التراث لتنقيتها












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة