"اليونسكو" تستعد لإنتاج 6 أفلام وثائقية حول تاريخ أفريقيا

تستعد اليونسكو بالتعاون مع شركة كوش كوميونيكيشنز إلى إنتاج 6 أفلام وثائقية حول تاريخ أفريقيا العام تحت عنوان "سر اليونسكو المصان"، وهى فى الأساس مستوحاة من الكتاب الموسوعى "تاريخ أفريقيا العام" الذى استهل عام 1964 بصدد دخول مرحلة جديدة.

وأشارت مراسلة بى بى سى والمنتجة زينب بدوى أنه سيجرى العمل على إعداد سلسلة من ستة أفلام وثائقية مستوحاة من هذا العمل الضخم الذى شارك فيه ما يزيد عن 350 مؤرخا، وذلك ليكون فى متناول الجمهور العالمى، وستشرف على إنتاج هذه الأفلام، التى يستغرق كل منها حوالى ساعة، وهى ما أسمته مداعبة "سر اليونسكو المصان".

تجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب الموسوعى يتكون من ثمانية مجلدات يبلغ حجم كل منها حوالى 1000 صفحة والتى جاءت حصيلة تعاون دولى هائل استغرق أكثر من 35 سنة، لم تُكتب للبقاء على رفوف المكاتب وفى العلب، إلا أنه بالرغم من اعتبارها أحد أهم الإسهامات فى رسم تاريخ القارة السمراء، لا يزال تاريخ أفريقيا العام مجهولا عن المعلمين والطلاب والجمهور العالمى لا سيما فى أفريقيا وبين الشتات الإفريقى.

لم يقم هذا العمل الذى يروى قصة أفريقيا منذ نشأة النوع البشرى حتى الاستقلال بالمساهمة فى تفكيك التعصب العنصرى الموروث من تجارة الرقيق والعبودية فحسب، بل فهو يقدم، ولأول مرة، موقف أفريقيا بالنسبة لتاريخها، وذلك بناء على أسس حقيقية كالتقاليد الشفهية الأفريقية وكذلك على مصادر أخرى صادرة عن بلدان وشعوب غير غربية كالهند وتركيا والصين، وكذلك المحفوظات العجمية المكتوبة بالخط العربى وبلغات إفريقية أخرى.

بدأت هذه المغامرة الجديدة حول تاريخ أفريقيا العام فى شهر يناير من مطلع هذا العام 2015 بشراكة بين اليونسكو وشركة كوش كوميونيكيشنز والمكتب الشريف للفوسفاط. وخلال النقاشات التى أدارها السيد ألفريدو بيريز أرمنان، المدير العام المساعد لليونسكو للثقافة، اعترف المشاركون بمدى أهمية هذه المبادرة الجديدة فى دعم جهود اليونسكو المبذولة خلال المرحلة الثانية لهذا المشروع والمتمثلة فى الاستناد إلى "تاريخ أفريقيا العام" لإعداد مضامين مشتركة (مناهج دراسية وكتب مدرسية) ومواد دعم للمدارس الابتدائية والثانوية فى أفريقيا.

وأسفرت النقاشات أيضا إلى أنه ستقوم اليونسكو بإعداد المجلد التاسع لتحديث المجلدات الثمانية من السلسلة وتحليل التحديات الجديدة التى تواجهها حاليا أفريقيا والشتات الأفريقى فى ضوء التغيرات الحديثة. وعقب الاهتمام الخاص الذى عبرت عنه الدول الأعضاء خلال هذا التبادل، نرجو أن يكون الرد إيجابيا لنداء المديرة العامة بخصوص تمويل المشروع. ولو نجحت عملية تكييف ودمج المضامين المذكورة فى البرامج الدراسية، كما التزم فعله رؤساء الدول الأعضاء، ستصبح أفريقيا أول منطقة فى العالم تكون قد بنت دمجها فى المنطقة على أساس التاريخ المشترك.


موضوعات متعلقة
"اليونسكو" تدرس وضع المعامل المركزية للرقابة البيئية بالقناطر تحت مظلتها