حنان شومان تكتب: يوم مالوش لازمة ولكن فيلم له لازمة

الخميس، 19 فبراير 2015 06:29 م
حنان شومان تكتب: يوم مالوش لازمة ولكن فيلم له لازمة فيلم يوم مالوش لازمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غاب هنيدى طويلاً عن الشاشة سنوات، غاب رغم أنه كان يقدم فيلمًا كل عام منذ عام 2005 حين قدم يا أنا يا خالتى ثم وش إجرام ثم عندليب الدقى ثم أمير البحار وأخيرًا تيتة رهيبة عام 2012، وربما استثنيت من هذه القائمة فيلم مبروك أبو العلمين حمودة لم له من موقع جيد مما قدم هنيدى، ورغم كل هذه الأفلام إلا أن هنيدى كان شبه غائب فهذه الأفلام لم تحقق النجاح الجماهيرى ولا النقدى الذى اعتاد عليه قبل هذه السنوات، فقد عاش هنيدى لبعض أعوام ملكًا متوجًا بالنجاح الشعبى وإيرادات أفلامه، لكن لم يدم الحال كذلك فغاب رغم أفلامه، ثم يأتى غياب لم يكن هو أو غيره من نجوم الكوميديا مسئول عنه بقدر ما كانت ظروف مصر وثورتين وتوتر سياسى وأمنى مسئول عن تراجع الإنتاج السينمائى ككل.

ولكن ها هو هنيدى يعود مسلح بسيناريو وحوار لعمر طاهر كاتب يحبه الشباب ويحترمون كلمته والأهم أنه صاحب روح ساخرة، وكذلك متسلحاً بمخرج هو أحمد الجندى صاحب كثير من التجارب الكوميدية السينمائية الناجحة وفيلم يوم مالوش لازمة حيث شاركته البطولة الوجه الجديد على السينما ريهام حجاج رغم تجاربها الكثيرة التلفزيونية، وروبى فى شكل جديد ودور مختلف ومحمد ممدوح أيضًا المعروف كوجه تلفزيونى ولكنه زائر جديد للسينما بمساحة أكبر.

الفيلم يحكى عن يحيى الشاب العائد من إحدى دول الخليج ليتم زفافه على مها وتدور أحداث الفيلم فى يوم واحد، يوم الزفاف، حيث يستعد كل من العروسين ولكن تقابلهما عقبات أهمها ماضى يحيى الذى يطارده من خلال بوسى الفتاة التى تعرف عليها فى الماضى ولكنها لا تريد أن تتركه وينتهى الفيلم بمفاجأة غير متوقعة.

السينما أصل مهمتها وسيلة ترفيه ويتراوح الترفيه ما بين أقصى اليمين لأقصى اليسار بمعنى أنه ليس مطلوبًا من كل الأفلام أن تكون صاحبة رسالة أو عمق لمعنى أبعد من الترفيه، ولكن فى نفس الوقت قيمة أى فيلم تُحسب بكيف أستطاع أن يقدم الترفيه، وبهذه القاعدة يكون فيلم يوم مالوش لازمة قد قدم مهمة السينما الأولى فهو فيلم يرفه عن المشاهد بلا إدعاء ولا إسفاف وضحك مع المشاهد وليس الضحك عليه.

يوم مالوش لازمة فيلم لايت كوميدى لا يطرح قضية ولكنها حكاية بسيطة قد تشبه حكايات أو أجزاء من حكايات عاشها ويعيشها البعض، يشبه كثيرًا من أفلام قدمتها السينما فى زمن تنوع الأسود والأبيض التى مازالت تضحكنا ونشاهدها حتى الآن ونقول لماذا لا يقدم صناع السينما أفلام تضحكنا ولا تضحك علينا. هنيدى فى يوم مالوش لازمة يبدو وكأنه يعيد لنا الكوميديان الغائب، روبى صاحبة الأدوار الصعبة مؤخرًا التى تملأ الشاشة وتستحوذ عليها حتى لو قدمت دور صغير هى الأخرى تقدم نفسها فى صورة جديدة تُضاف لمواهبها فهى تقدم الكوميديا لأول مرة بنكهة روبي، ريهام حجاج ممثلة شابة موهوبة ولكنى أخاف عليها من ارتباطها بأداء شخصية البنت المهيبرة بلغة شباب العصر فعليها أن تتنبه لأنها كثيرًا ما قدمتها فى التليفزيون، وها هى تقدمها بنفس الأداء سينمائيًا.

محمد ممدوح فى دور ابن خالة العريس ممثل يشعر المشاهد أنه يمثل وهو سايب إيده من فرط طبيعية أدائه، هياتم، هالة فاخر بيومى فؤاد وأخيرًا سامى مغاورى كبار حتى فى أدوار صغيرة منحوها كما منحها السيناريو روح أكبر من مجرد فكرة السنيد.

خاف هنيدى من عنوان الفيلم يوم مالوش لازمة، حتى لا يستخدم البعض نفس التعبير ويقولون فيلم مالوش لازمة، ولكن خوفه لم يتحقق فالفيلم له لازمة شديدة فما أحوج مصر لأن تضحك فى زمن تكثر فيه الأحزان فلا يبقى لنا إلا ضحكة صافية فى فيلم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة