السؤال الذى أطرحه لا يعنى عدم معرفة الجهات المسؤولة عن تنظيم المؤتمر الاقتصادى، المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ فى الشهر المقبل، فهناك - حسب معلوماتى - شركات مسؤولة عن التنظيم الإدارى والإعلامى، ولكن أطرح السؤال بسبب حالة الارتباك و«اللخبطة» التى تسود عمل هذه الشركات وعدم تحديد المهام التى تقوم بها لإخراج المؤتمر على أكمل وجه وبشكل يظهر قدرة مصر على تنظيم المؤتمرات الكبرى من كل الجوانب دون حدوث تقصير أو خلل فى عملية التنظيم.
مسألة تنظيم المؤتمرات والفعاليات أصبحت صناعة ضخمة ليس فى العالم فقط، وإنما أيضا فى دول بالمنطقة، ولننظر إلى دولة الإمارات وتحديدا إمارة دبى التى أصبحت عاصمة للمعارض والمؤتمرات فى منطقة الشرق الأوسط، وتحولت هذه الصناعة إلى مورد مهم فى خزينة الإمارة، والسبب الإدارة السليمة والصحيحة والمنظمة لتلك الصناعة التى ساهمت فى جذب آلاف الشركات لتنظيم معارضها ومؤتمراتها فى دبى، ومصر بإمكاناتها ومواردها وكوادرها وعقولها ليست أقل من أى دولة فى إقامة هذه الصناعة التى أصبحت موردا مهما لخزينة الدولة بشرط التخلص من الروتين والبيروقراطية والعقول المتحجرة والأيادى المرتعشة التى تسببت فى خسارتنا لأشياء كثيرة اقتصاديا، وليس فى صناعة المعارض والمؤتمرات فقط.
نعود إلى مؤتمرنا الاقتصادى.. وهو مؤتمرنا فعلا.. مؤتمر جميع المصريين وليس مؤتمر وزارة أو جهة أو لجنة معينة، فنجاح وإنجاح المؤتمر مسؤولية الجميع وليست مسؤولية جهة بعينها، وبالتالى لا بد أن نتعاون جميعا من أجل إنجاح المؤتمر الذى اعتبره الرئيس السيسى «الدراع اليمين لمصر»، نعتمد على الله ثم عليه لفتح أفاق جديدة للاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد المصرى.
لكن على ما يبدو هناك البعض ممن لا يريد النجاح للمؤتمر الذى أعتبره شخصيا رسالة إعلامية مهولة للخارج بأن مصر رغم التحديات دولة قادرة وقوية على المضى للأمام وتحقيق أهدافها وأحلامها فى النهوض والتنمية، إذن فالمؤتمر قبل أن يكون مؤتمرا اقتصاديا هو رسالة إعلامية و«شو» ضخم أو هكذا نريده للعالم، مثلما تفعل دول صديقة فى مؤتمراتها وتوظيف الإعلام المحلى والعربى والأجنبى للترويج له، هذا البعض الذى لا أعرف هويته لا يسعى للنجاح الإعلامى للمؤتمر، ويضيق على وسائل الإعلام المحلية فى التغطية اللازمة للمؤتمر، وهذه أزمة خطيرة يفتعلها المسؤول الغامض عن التنظيم الإعلامى للمؤتمر، ولا نجد أمامنا إلا رئيس الوزراء للتدخل فى حل الأزمة التى يفتعلها «البعض» مع الإعلام المحلى.
