سامح جويدة

أفلام داعش الدموية

الجمعة، 20 فبراير 2015 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتداول العالم كله مقاطع مذابح داعش على أنها شهادة تاريخية بهمجية المسلمين، وتوحشهم، وخروجهم من الملة البشرية، ولم يفهموا بالطبع الفروق بين المسلمين الحقيقيين والداعشيين، أو يعرفوا أن غالبية المسلمين غلابة مسالمين متحملين البلاء والطين مثلنا، بل أخذوا الأمر بدمويته، وانطبع فى أذهانهم أن المسلمين برابرة، وأن العنف والتوحش جزء من سلوكهم ودينهم وحضارتهم، لذلك صدق الشاعر أدونيس حينما قال فى ندوته الأخيرة بمعرض الكتاب: «أنا لا أتجرأ أن أنطق أمامكم بما يقولونه عن الإسلام فى الغرب»، فنحن آكلو لحوم البشر، والمستذئبون فى الحضارة الحديثة، وانطباع الغرب طبيعى بعد الترويج الإعلامى المخيف للإرهاب الإسلامى منذ القاعدة، وصولا إلى داعش، رغم أننا حينما نرى فيديوهات داعش الدموية نترحم على إرهاب أسامة بن لادن الوسطى المعتدل الجميل.

الغريب أن يرتبط هذا الترويج بمبالغات غير منطقية فى إظهار الدموية والبربرية الداعشية، وهيامهم المرضى بالقتل الجماعى والتعذيب والذبح والحرق واللعب بالجثث، فماذا يستفيدون هم من هذه الصورة الذهنية المنيلة بنيلة. لا أتصور أنهم يحاولون إخافة أعدائهم، إلى توضيح مدى قوتهم ووحشيتهم، بل أشك أن داعش مجرد صرصار مقزز رباه الغرب، ووضعه فى المنطقة ليقنع الدول والمجتمعات بأن هذا الصرصار قادر على التهام العالم، لذلك اتفق بعض المتخصصين على زيف معظم تلك الأفلام والصور، واحتوائها على خدع بصرية وفوتوشوب، فهل تصور داعش أفلامها فى هوليوود، أم أن إمكانيات هوليوود تخدم داعش؟

نعم قد تقوم داعش بكل هذه الجرائم، لكن المؤكد أن التصوير الأمريكانى كان يهدف إلى زيادة التوابل الإعلامية، ورفع نسب المشاهدة، ودفع المنطقة للتفجير الذاتى، ولهذا عشرات الفوائد، فهم يكملون مخططهم فى «الفوضى الخلاقة» بنشر الخلافات الاستفزازية الدموية بين دول المنطقة، ليكون رد الدم بالدم، ويحصلون على تشجيع العالم ومباركته لأى خطوة تتخذ ضد توحش المسلمين، بالإضافة إلى تشويه دين الإسلام، والحد من انتشاره السريع فى العالم، لذلك تحول اسم داعش فجأة إلى «الدولة الإسلامية» حتى نستباح جميعًا، كما أن الدخول فى حرب واسعة بهذا الشكل يضمن للشركات العالمية الكبرى التى تديرها الدول، وأباطرة الرأسماليين الاستفادة من بيع الأسلحة فى الحرب، ونهب الثروات الطبيعية والقومية خلال الحرب، ثم إعادة الإعمار بعد الحرب، ناهيكم عن المكاسب الاستراتيجية والاقتصادية من تكسير المنطقة، والهيمنة عليها.. للأسف نحن مجبرون على خوض حرب طويلة، لا نعرف فيها الأعداء من الأصدقاء، ولا الأكاذيب من الحقائق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة