سهير جودة

وزارة التخطيط.. هل تسمعنى

الجمعة، 20 فبراير 2015 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ندما تفاجئنا المشكلات ندرك أننا لا نمتلك الفكر الاستباقى ونكتشف بعد المسافة بيننا وبين التخطيط، وأن طموحات الدولة تعجز عند محك التنفيذ فالآليات إما ضعيفة أو منعدمة أو مكبلة بتشريعات تجاوزها الزمن ووجب تغييرها.

واقع المشكلات فى مصر يؤكد أننا دائما رد فعل ولسنا فعلا استباقيا لأننا نفتقد التخطيط ولا نمتلك الرؤية وأبعادها، وربما لا تنتبه الدولة (إلا قليلا) أن بها وزارة للتخطيط لو حشدت لها كل الطاقات والإمكانيات فالمفترض أن تقوم هذه الوزارة بتقديم مسارات للرؤية فى كل الاتجاهات بما فيها إعادة هيكلة للمؤسسات والأفكار بدءًا من نوعية الوزارات الواجب استحداثها أو الواجب إلغاؤها مرورًا بوضع الرؤى وآليات تنفيذ المشروعات وتنظيم العلاقة بين الهيئات والوزارات.

وزارة التخطيط هى الوزارة المنوط بها رسم خارطة طريق لتنفيذ أولويات الدولة وتقديم الطرق الفعالة لتخرج مشروعاتها بالصورة الأفضل والأدق.

إذا انتبهت الدولة لأهمية هذه الوزارة وقدمت لها الدعم الكامل فالمفترض أن تقوم بغزل كل الخيوط المتشابكة والمتقاطعة وضبط إيقاع التنفيذ من خلال امتلاك كفاءات مؤهلة وخطط دقيقة إذا قامت وزارة التخطيط بهذا الدور فالمؤكد أنها ستكون العقل والعين والأذرع التى تقود الدولة للتنمية والبناء.

وزارة التخطيط لابد أن تقدم خططها للقضاء على أهم أعداء مصر (الفساد والفقر والجهل والمرض) من خلال مركز يضم أفضل العقول والخبرات لعمل تخطيط مستقبلى بحلول غير تقليدية لأهم المشكلات المصرية بأرقام ومعلومات دقيقة والاستعانة بخبرات أجنبية متميزة فى كل المجالات. لماذا لا تبدأ وزارة التخطيط مدعومة من الدولة بطرح مشروع لكيفية إعادة بناء الطبقة الوسطى وتحقيق العدالة الاجتماعية بأفكاره وآليات تنفيذه؟

الدولة من خلال وزارة التخطيط يمكنها أن تخرج من أسر ثقافة العمل فى الوقت ما بعد الضائع وسياسة رد الفعل التى تكبدنا خسائر متتالية وتهدر الأرواح والهيبة والوقت والأموال. فلو كانت الدولة تملك مشروعات حقيقية لاستثمرت طاقتها البشرية التى تهاجر بحثا عن فرصة حياة أخرى بطعم العلقم أحيانا وبطعم الموت أحيانا أخرى، فأغلب العمالة المصرية التى تخرج بحثا عن فرصة عمل تلاطم الظروف والأهوال وتفقد حياتها بطريقة أو بأخرى وتضطر الدولة للتعويض (بعد خراب البيوت) وكأنها تعترف بكامل التقصير ولو كان هناك قدر من تخطيط لاستثمرت طاقتها البشرية بهذه الأموال التى تضطر لصرفها بعد الكارثة والخسارة، والمؤسف أن الدروس القاسية تؤلمها ولاتعلمها.

التخطيط الغائب إذا لم يصبح حاضرًا مؤثرًا ومستقبلاً واعدًا فستبقى طموحات متناثرة وثروات مهدرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة