بين داعٍ للحرب فى ليبيا، ورافض لهذه الحرب، انقسم السادة الاستراتيجيون الذين لا يعرف أى منهم كيف يحارب التهابات أو فسافيس جلده. وهؤلاء الخبراء الافتراضيون يفتون بغير علم، مؤيدون أو معارضون. كلاهما يحلل ويبالغ. من دون أن يسعى للتعرف عما يجرى. وإنما على معلومات وبيانات أغلبها شائعات. وخلال الأيام التى سبقت وتلت الضربة المصرية رأينا عجبا من بعض من يزعمون العلم ببواطن الأمور، واجتاح الاستراتيجيون الافتراضيون وسائل الإعلام العربية، وتمددوا فى الإعلام عموما. واكتشفنا أن الفتى السياسى ظاهرة صوتية عربية ودولية. والتقاط معلومات جوجل ظاهرة عوالمية.
فقد تفرجت على حلقة نقاشية على قناة فرانس 24 كان هناك من يفترض أنهم ليبيون، واحد منهم كان يرى أن الإرهاب مشكلة تحول دن نجاح أى حوار، بينما اثنان كانا يدافعان عن الإرهاب، وعن قطر، وظهر أن الليبيين يقيمون فى الخارج، لا علاقة لهما بالشعب الليبيى. وبعدها ظهر من تم تقديمه على أنه خبير فى القانون الدولى، لم يتحدث عن القانون الدولى ولا المدنى، وإنما فى عالم الطائرات وصفقاتها، وأعاد نفس آراء خبراء طيران جوجل حول الرافال والفانتوم. ثم انتقل ليتحدث عن ليبيا ومصر بكلام متناقض.
وعلى فيس بوك ظهرت كائنات افتراضية، تنسب نفسها مرة إلى الاشتراكيين وأخرى إلى الثوريين وثالثة إلى الحقوقيين، تصف ضربات مصر للإرهاب بأنها غزو، وترى حقوقى طفيلى يرى أن المواطنين يجب أن يقفوا على الحياد. ويعتبر نفسه أجنبيا بحكم التمويلات. ولا أحد يعرف ما علاقة هذه الكائنات بالثورية أو الاشتراكية البرمائية، وتم اكتشاف أنواع من الثورجيين تنتقل من الحالة الثورية للحالة الداعشية من دون المرور بالحالة الإنسانية.
المهم أن هذا أو ذاك من جنرالات «الفراغ الرمزى الافتراضى لمتوازيات الدوائر»، عينوا أنفسهم خبراء من يطلب حربا، ومن ينتقد الحرب، كلاهما لا يعرف الفرق بين الحرب والمعارك.
مصر وجهت ضربات رادعة لداعش تؤكد أن يدها يمكنها أن تصل إليهم، فى الوقت والمكان الذى تحدده، تم تحقيق الردع. هاج جرذان الإرهاب وفجروا ســيارات مفخخة، فى مدينة القبة استهدفوا مدنيين، وهى عملية تكشف عجز داعش بالرغم من الاستعراضات التليفزيونية التى لم يرها أحد.
مصر لا يمكن ولا تريد أن تتورط فى أى حروب، وتطالب المجتمع الدولى برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى وحماية إقامة سلطة للشعب الليبى، وهى سلطة حال استقرارها، سوف تنهى الإرهاب بسرعة. لكن داعش أو المتعصبين والمتنطعين وطفيليات السياسة بالداخل والخارج لا يريدون استقرار ليبيا، لأنهم يعيشون على شاطئ الفوضى.