سؤال: هل يمكن أن يعبر الفن عن البرد الشديد؟
سؤال ثان: هل تخيلت لحظة أن هناك أغنية جميلة تتحدث عن الجو القارس وتقترح حلولا لمواجهته؟
أجل.. حدث هذا فى النصف الثانى من عقد الخمسينيات فى القرن الماضى، عندما ترنم محمد قنديل بأغنية بديعة اسمها (أنا فى الزعبوط)، ويقال إن الفنان سيد إسماعيل قد شدا بها أيضا.ظهرت الأغنية بالتوازى مع مشروع معونة الشتاء الذى أطلقته ثورة يوليو، لتحث الناس على التبرع بقروش قليلة من أجل شراء بطاطين وملابس شتوبة تمنح للفقراء، وبالفعل لاقى هذا المشروع نجاحًا كبيرًا، وتصدى الفن للتعبير عن هذا التراحم الاجتماعى، وظهرت الأغنية بالصوت الساحر لمحمد قنديل.
يقول مطلع الأغنية: (أنا فى الزعبوط والدفيّة/ والبرد شديد والله عليا/ أمال إش حال/ جارى عبد العال/ اللى ما جاب هدمه الشتوية/ يا اللا يا عطعوط/ خد له الزعبوط/ وكفاية عليا الدفية).
واضح أنها باللهجة الريفية، تعال نطالع المقطع الثانى: (فى دك الليلة/ أنا والعيلة/ قاعدين لمة/ ماليين الدار/ حوالين النار/ والدفا نعمة/ جه ف بالى/ قال لى يا خالى/ إش حال ناسى/ قاعد دفيان/ ناسى العريان/ والشتا قاسى). اللحن هادئ ومعبر، والملحن استثمر الكورس - رجالا ونساءً - بذكاء شديد فى التناغم مع صوت محمد قنديل، فجعلنا نشعر بالطقس العام الذى يغلف هذه التحفة الغنائية المنسية.
هيا نكمل حتى النهاية: (ربنا اعطاك والنبى وصاك/ على سابع جار/ الشتا جه ما كسا عياله وعياله صغار/ وبدل ما تجيب/ أربع جلاليب/ اتنين يكفوا وادى الباقيين لولاد تانيين/ أنا فى الزعبوط والدفية/ والبرد شديد والله عليا).
من أسف لم أعثر على اسم المؤلف أو الملحن، لكن من المؤكد أن الذين صنعوا هذه الأغنية كانوا يعبرون بدرجة مدهشة عن الأجواء الطيبة والأحلام العريضة التى تمتع بهما الشعب عقب ثورة يوليو 1952، إذ مضى المصريون يستهدفون بناء وطن جديد قائم على المحبة والتراحم.يبقى أن أشير إلى أن الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ مسعد إسماعيل هو الذى ذكرنى بهذه الأغنية، فسمعتها فى «اليوتيوب»، واستمتعت بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة