صديقى الصحفى المتحمس الذى يتكلم دائما بإشارات يديه وملامح وجهه، اتهم أجهزة الأمن عندنا بفبركة التفجيرات وزرع القنابل لوضع المجتمع كله فى حالة من التوتر والضغط، حتى يتم تمرير الانتخابات البرلمانية كما كان يجرى فى عهد مبارك، أى بالشفعة للحزب الوطنى المنحل.
صديقى المتحمس صاحب الافتكاسات، وصل به الأمر لأن يقسم أيمانا مغلظة أن تنظيم داعش ليس له وجود، لا فى العراق ولا سوريا ولا ليبيا ولا فى أى بلد عربى آخر، وأن فيديوهات الذبح التى تنتشر على يوتيوب وفيس بوك، ما هى إلا فوتوشوب صناعة المخابرات الأمريكية ومن والاها من أجهزة الأمن المصرية والعربية.
سألت صديقى الصحفى المتحمس، ألا تهدد العمليات الإرهابية والتفجيرات المفبركة الانتخابات البرلمانية التى تريد الحكومة الانتهاء منها لاستكمال مؤسسات الدولة، ولطى صفحة الماضى دون رجعة؟ ثم تعال هنا، أمن إيه ده اللى بيشتغل تفجيرات وإرهاب ضد نفسه طول الوقت، هو مفيش نهاية للتفجيرات حتى يطلع الأمن منتصر فى النهاية؟ وبعدين تفسر بإيه لقطات التفجير اللى راح فيها ضباط شرطة زى الورد وبعضها كنا منفردين بتصويرها، يعنى شهود على الحادث؟
رد على صديقى المتحمس باستفزاز، أحيانا العملية ما بتظبطش معاهم وبيخسروا ناس، ما هو طباخ السم بيدوقه برضه، وضحك ضحكات خبيثة.
وهنا أمسكت أعصابى حتى لا أغلط فيه، وسألته، يعنى رأيك إن الانتخابات البرلمانية ستنهى موجة الإرهاب الذى تراه أنت مصطنعا؟ أجاب: طبعا، ولن يعود الإرهاب على الإطلاق لأن الداخلية ستتوقف عن زرع القنابل.
وسألته، إذا كان تنظيم داعش فوتوشوب، فهل يعنى ذلك أن المسيحيين المصريين الذين تعرضوا لعملية الذبح الخسيسة ما زالوا على قيد الحياة؟ فأجابنى: الله أعلم يمكن يكونوا أحياء ويمكن يكونوا ممثلين طالعين فى مشهد بأجر، ويمكن تلاقيهم لسة شغالين فى ليبيا ومبسوطين بس المخابرات الأمريكية فبركت صورهم بمساعدة الأمن المصرى عشان تهيج الدنيا شوية، وأطلق عبارة مغموسة فى حكمة زائفة ليختم بها حديثه: ده لعب كبير من أنظمة إنت وأنا مش أدها.
أيقنت أن الويندوز فى دماغ صديقى الصحفى المتحمس ضرب ومحتاج فرمتة وإعادة تسطيب من جديد، لكنى لا أملك أن أصارحه بحقيقته المرة، حتى لا يقفش منى ويتوقف عن الدردشة معى لحماية البلد من الشمولية، خاصة بعد أن أخبرنى بأنه ليس وحده فيما يعتقد من أفكار، ولكن عديدا من المواطنين يشاركونه الرأى، واحترت فى توصيف هذا المرض الذى يصيب خلايا الإدراك والفهم.
وللحديث بقية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة