حلم جميل لا ترغب أبدا فى تحوله إلى كابوس، لذا فأغلب النساء يكن شديدى الحرص على حماية أطفالهن من الوحش المرعب القادر على هدم الحلم، وهو "التشوهات الخلقية".
مئات الأسباب تقف وراء تعرض الأجنة للتشوهات الخلقية، بعضها لا نملك يدا فيه كالأمراض الوراثية والجينية، والبعض الآخر نعلمه ونتجنب التعرض له، ولكن تظل هناك أسبابا قد لا يدرك الكثير منا خطورتها على الجنين، وهى المهن التى تعمل بها الأم فى فترة الحمل.
ويوضحها لنا الدكتور عطية أبو النجا استشارى أمراض النساء والولادة.
ـ استنشاق أبخرة مصانع الأدوية يؤدى إلى تشوهات الأجنة
هناك قائمة طويلة من العلاجات التى يحذر على المرأة تناولها أثناء فترة الحمل، حيث تمثل خطرا شديدا على تكوين الجنين، وتصيبه بالتشوهات الخلقية، وقد تتعرض المرأة للإجهاض نتيجة لها، وبنفس القياس وربما بخطر أكبر، يمثله العمل فى مصانع الأدوية أو التواجد بالقرب منها لفترات طويلة، وبما يسمح للمرأة الحامل باستنشاق الأبخرة التى تنتج من تصنيع الدواء.
هذا تبعا لما يؤكده أبو النجا موضحا أن تلك الأبخرة تعد من أشد المخاطر الصحية التى تتعرض لها المرأة الحامل، وتؤثر سلبا على صحة وتكوين الجنين، وربما بتأثيرات تفوق تلك التى تقع نتيجة تناول الدواء نفسه، وبالطبع يؤدى استنشاقها إلى ظهور العديد من العيوب الخلقية فى تكوين الجنين أثناء فترة الحمل.
ـ العمل بمصانع البويات يؤثر سلبا على الجهاز التنفسى للأم والجنين
العمل فى مجال حافل بأبخرة المواد الكيميائية المصنعة كالبويات، يمثل خطرا شديدا على صحة الإنسان وسلامة جهازه التنفسى، وفى حالة عمل المرأة بتلك المهن أثناء فترة الحمل، يزيد الخطر الناتج عن استنشاق والتعامل مع تلك المواد.
ويؤكد عطية أن الأثار السلبية لتلك المهن تشمل الأم والجنين على حد سواء، فالمرأة فى فترة الحمل تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وأكثر حساسية للتأثر بالعوامل غير الصحية المحيطة بها.
فاستنشاق مكونات البويات يضعف الجهاز التنفسى للمرأة، ويمتد تأثيره إلى الجهاز التنفسى للجنين فى فترة تكوينه، وهو ما يزيد من فرص إصابته بأمراض الرئة المزمنة، والتى قد تستلزم وضع الطفل بالحضانة لفترة طويلة بعد الولادة مباشرة نتيجة قصور وعدم اكتمال الرئة بصورة جيدة وطبيعية، كما قد تصيبه بالأمراض الرئوية التى تلازمه طوال سنوات حياته التالية .
ـ مصانع النسيج والبلاستيك تصيب الأجنة بتشوهات مؤكدة
يوضح عطية أنه فى دراسة أجريت منذ عدة سنوات، أكدت نتائجها أن المرأة الحامل العاملة بمصانع النسيج، تتعرض لضرر مباشر على صحتها وصحة جنينها، فالوبر المتطاير من الأنسجة والألوان المستخدمة فى الصباغة، يعرضان الأم والجنين إلى الإصابة بأمراض خطيرة إذا ما تم استنشاقها من قبل الأم، ولذا ففى أغلب الدول الغربية تمنح المرأة العاملة بتك المصانع إجازة مدفوعة الأجر طوال فترة الحمل.
العمل فى مصانع البلاستيك أيضا يمثل الخطر الأكبر على صحة وتكوين الأجنة، فالتعامل مع المواد الكيميائية المذابة(غالبا ما تتكون من النفايات) والتى تستخدم فى تصنيع البلاستيك، تؤدى إلى الإصابة بتشوهات خلقية مؤكدة بالأجنة كما تتميز تلك التشوهات باستمرارها وتأثيرها لفترات طويلة، كما قد لا تظهر تلك الأثار والتشوهات بواسطة السونار أثناء فترة الحمل، وغالبا ما تظهر بعد الولادة مباشرة أو فى السنوات الأولى من عمر الطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة