سامح جويدة

أسطورة قزم الغابة النطاط

الثلاثاء، 24 فبراير 2015 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة أخرى يبدأ الفيلم ويكاد ينتهى ونحن جالسين القرفصاء على السطوح!. نتفرج باستهزاء مصطنع وشماتة منقطعة على حرب الكراسى فى مجلس الشعب. فطبقة المثقفين وجموع الليبراليين لن يجدوا خير من يمثلهم لا فى مجلس شعب ولا فى مجلس فرفشة. فكل ما نمتلكه أفكارا ومبادئ وعهودا. فلا مال ولا جمال ولا حتى شعبية. نحن حتى لا نعرف بعضنا البعض!!. فكل أسماء المرشحين عن هذه الفئة مجهولة ولا نعرف لأحدهم برنامجا أو هدفا أو حتى ملامح ولسنا متأكدين هل هو فعلا ليبرالى مستنير أم يدعى ذلك أم يلعب لجهة ما وله خلفية إرهابية.

نحن طبقة مجهولة الأنساب مشوهة الهوية ترفعنا عن الدهماء والعوام وأطلقنا على أنفسنا الألقاب الصفوية. وللأسف لا ثقافتنا ولا علمنا ولا أفكارنا منحونا الأولوية فى أى «حتة»، فمثلما شفطوا البرلمان من قبل ومن بعد استولوا على الفن والإبداع أصبح رواده الغوغائيون والتجار والسماسرة. حتى أصبح ظهور فيلم جيد أو تواجد مطرب محترم أو موسيقار بارع ظاهرة نادرة تحدث مثل كسوف الشمس وأصبح سماع شعر صحيح أو قراءة رواية محبوكة أو الاطلاع على كتاب مفيد من عجائب الدنيا السبعة وامتلأت حياتنا الفنية والفكرية والإبداعية «برقع الحلل» والموسيقى الصفيقة والأغانى المتبجحة والدراما الهابطة السفيهة وأصبح قاموسنا الحياتى «مرتع» للأفكار الجنسية الرخيصة والألفاظ القذرة المريضة التى تصدرها لنا المسلسلات والأفلام والبرامج الأكثر انتشارا وجماهيرية. تغلبت الغوغائية على الثقافة فى كل الجبهات حتى امتلكوا الشارع بما فيه وقتلوا مصطلح النبل والأخلاق. لم نستطع أن ننشر أفكارنا ولا أخلاقنا ولا حتى فنونا حتى يتفاعل معها الناس ويصبح لنا أى قاعدة شعبية. لذلك كرسى البرلمان بعيد وكرسى المطبخ بعيد أيضاً لأن برامج غذاء البطن أكثر بكثير من برامج غذاء الروح. وللأسف وللمرة الألف نترك الساحة البرلمانية غير مأسوف على رحيلنا.

ونتفرج بحرقة وندم على النماذج الرديئة التى تفرض نفسها على الساحة إما برأس المال أو بالقبلية أو بالمصالح والمحسوبية ونحن تكفينا الخطب والندوات وتنظيم المؤتمرات والتى غالبا ما تكون أيضا غير جماهيرية. لذلك سيظل حلم السلطة بأى شكل من أشكالها بعيد تماما عن قدرات تلك الطبقة وهذا التيار. الأمر أشبه بأسطورة برازيلية تحكى عن قزم الغابة النطاط الذى يحلم بالحصول على تفاحة من قمة الشجرة فلأنه لم يفكر بعقله ولم يتدبر أمره ظل طول عمره «بيطنطط».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة