هناك دائما من يعتقد أنه أكثر حكمة، ويعرف مصلحة البلد أكثر من الآخرين، ويتصور أن إجماع الناس على شخص يحبونه إهانة شخصية له، وإذا كان هذا الشخص رئيسا للجمهورية تتضاعف معاناته، لأنه فى قرارة نفسه ينبغى أن يكون المعارض النموذجى، يجارى الذين يفكرون مثله، فيشعر بالارتياح، إذا قلت له إن مصر تحارب الإرهاب، وإنها فى معركة حقيقية، يقول لك ومن المسؤول عن الإرهاب؟، وربما يحدثك عن الفقر الذى تعرفه معرفة شخصية، إذا قلت له مصر مستهدفة من قوى خارجية وتوجد شواهد تعددها له يجيبك: ومنذ متى وهى غير مستهدفة؟، هو خائف جدا على الحريات وفى الوقت نفسه يعتبر المخالف له فى الرأى جاهلا وربما مخبرا.
قطاع كبير من هؤلاء مشغول بالصورة التى رسمها لنفسه منذ فجر التاريخ إذا كان صاحب تاريخ، أما الذين يسطرون تاريخهم من الشباب فبينهم أنقياء كثيرون، كانوا ينتظرون عالما أفضل بعد ثورتين عظيمتين، ولا يمدون يدهم إلى كفيل أجنبى ولا يتربحون من غضبهم، هؤلاء بينهم مسجونون يجب أن يخرجوا، لأننا فى حاجة إلى طاقاتهم وحيويتهم، أما الذين لا نعرف كيف يكسبون رزقهم، ولماذا كل هذه البذاءة، فهم الذين يشعرون النوع الأول بالقيمة. من الصعب تخوين أحد إلا بحكم قضائى، ولا يمكن تكفير أحد لأن الله أدرى بعبيده، ولكننا فى لحظة حاسمة فى تاريخ الدولة تحتم التحضر فى الحوار، حكامنا ليسوا آلهة، هم يخطئون ويحتاجون مساعدتك، التحضر سيجبرهم على الإصغاء، وسنتقدم معا، مصر فى حاجة إلى معارضة قوية لكى يسترد النظام عافيته.