هل أصبحت عودة نشاط كرة القدم فى مصر عبئًا ثقيلًا وهمًا كبيرًا على صانع القرار فى مصر لاتخاذ قرار فورى بعودة الدورى العام مرة أخرى؟.. هل مازالت هناك أيدٍ مرتعشة وخائفة ومترددة ومهتزة غير قادرة على إصدار قرار بعودة النشاط الكروى من جديد بعد أحداث الدفاع الجوى التى راح ضحيتها 20 مشجعًا من جماهير الأولتراس الزملكاوى؟... المأساة أمام النيابة الآن للتوصل إلى الجناة الحقيقيين، والمتسبب فى هذا العدد من الضحايا، وبالتالى فالقانون يأخذ مجراه الآن لاسترداد حق المتوفين، وهذا يعنى أيضًا أن النشاط الكروى لا بد أن يستمر مثلما هو الحال فى باقى دول العالم، بما فيها الدول التى تعانى من حروب وصراعات مسلحة. فالنشاط الكروى مستمر فى اليمن، وبحضور الجماهير، رغم ما تعانيه الدولة الشقيقة من صراعات وانقسامات، وغياب لسلطة الدولة، وانفلات أمنى، ومع ذلك فالدورى اليمنى لم يتوقف رغم كل هذه المخاطر الأمنية والسياسية. والحال نفسه فى سوريا، الدولة التى تعيش حربًا حقيقية داخلية وخارجية، وتعانى من ويلات الاقتتال الداخلى بين فصائل مسلحة من كل مكان. ولا يختلف الحال أيضًا فى العراق الذى نشاهد مباريات كرة القدم هناك فى ظل الحرب ضد داعش، والتفجيرات شبه اليومية فى المدن العراقية.
هل هذه الدول والمسؤولون فيها أكثر شجاعة وحسمًا وقدرة على مواجهة الظروف الأمنية بأياد قوية، وبقرارات حاسمة من بعض المسؤولين فى مصر؟.. وهل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية فى اليمن والعراق وسوريا أكثر استقرارًا من الأوضاع فى مصر؟.. المسألة لا تحتاج إلى مقارنة، والإجابة واضحة بالتأكيد، فمن اتخذ قرارًا بوقف النشاط عليه فورًا التراجع عن قراره. يكفى ما نال مصر من تشويه لحقائق الأوضاع فيها من أعداء الداخل والخارج، وبطبيعة الحال لا نريد أن ينضم - بحسن النية - إلى هؤلاء بعض مسؤولينا بقرارات عشوائية غير مدروسة، نزولًا على رغبة جهة ما واحدة، دون مراعاة الرسالة السلبية للداخل والخارج لهذه القرارات على الوضع فى مصر، وعلى صناعة كرة القدم بشكل عام، فهناك ملايين البشر الذين يعيشون على كرة القدم فى مصر، وليس لهم مصدر رزق آخر سوى نشاط الكرة، وهناك صناعات كثيرة أيضًا تنمو وتزدهر مع وجود كرة القدم.. يا سادة يا أصحاب القرار أعيدوا النشاط فورًا، فمصر قوية بما يكفى.