أكرم القصاص

فقرة التسريبات.. شاهد قبل الحذف!

الأربعاء، 25 فبراير 2015 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانا يجلسان فى المترو. وسأله الأول: مش عارف إزاى بتتفرج على القنوات التركية الكئيبة دى؟ قال له: صحيح بتجيبلى اكتئاب بس بحب فقرة التسريبات، بتفكرنى بالحاوى اللى كان بيلف على القهاوى ويعمل نمر مسلية، وأضاف: يا ريت القنوات «بتاعتنا» أو التوك شو يهتموا ويعملوا لنا فقرة تسريبات ثابتة.
هنا ابتسم الأول وقال بدهشة: هيجيبوا تسريبات منين؟

رد الثانى: أى حاجة يعنى الحكومة ما تعرفش تعمل تسريبات؟

لازم المشاهد يحس إنه بيشوف حاجة غالية مش حاجة عادية، دا حتى الحاجات الرسمية الواحد بيحب الأجزاء المحذوفة منها.

ابتسم الأول وقال: بيكتبوا شاهد قبل الحذف وبادخل ألاقيها حاجات عادية.

رد الثانى: تصدق أنا بقى بدور على أى حاجات «قبل الحذف أو لأول مرة» ومع إنهم بيضحكوا علينا بس بيعملوا تشويق.

قال الأول: بس دول عبط ذاعوا تسريب لوزير الداخلية بيهاجم انحرافات الشرطة، وبيقول فيه أخطاء ولا يمكن يرجعوا لما قبل الثورة.

رد الثانى: فعلا بس همه شطار بيعملوا تسريب لكل مناسبة، تيجى ليبيا يعملوا عن ليبيا، الخليج يعملوا عن الخليج، وكلها من حتة واحدة، فى الأول كنت فاكرها جد بعد كده « أدينا بنتسلى».

فجأة ومن دون مقدمات انتقل الرجل من التسريبات ليشرح لجاره أسماء مواقع تعرض الأفلام الممنوعة واللقطات المحذوفة وتسريبات العناتيل، مع صوت ضحك مكتوم.

وتذكرت نتائج دراسة أجراها معهد للدراسات النفسية وأمراض المراهقة والاتصال مع الجمهور، توصل الباحثون إلى أن الأخبار الطبيعية أو العادية تفقد معناها ما لم تحتوى على قدر من المثيرات، أو تشعر المشاهد بأنها تقدم الخبر أو المعلومة له وحده، ولاحظت الدراسة أن المتطوعين، تلقوا الأخبار من نفس المصدر وكل واحد فى غرفته، لكن كل منهم حكاها بطريقة تختلف عن الخبر الأصلى مع إضافات أو حذف وإضافة عنصر تشويق للخبر.

كشفت الدراسة أن نفس العينة من المتطوعين كانت تقبل أكثر على الأخبار التى تبدو سرية، أو الشائعات التى يحصلون عليها من مواقع غير رسمية، واتضح أنهم يبحثون عن مشاهد أو أخبار أو علاقات مثيرة على الإنترنت، وأن عبارة «شاهد الأجزاء المحذوفة ،أو شاهد قبل الحذف»، تجعل الإقبال عشرات أضعاف الإقبال على نفس الموضوع لو قدم بطريقة طبيعية من دون إشارات.

وتوصل الباحثون إلى أن إضفاء السرية على الخبر العادى تساعد فى ترويجه، وأن علامة +18 تستخدمها شركات للتسويق، وليس لتحذير المراهقين، ولهذا تنجح فقرات التسريبات، هنا وهناك.
وتذكرت طلب المواطن من زميله أن الحكومة لازم تعمل فقرة تسريبات ثابتة فى التليفزيون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة