بعد براءة أحمد نظيف، وحبيب العادلى فى قضية اللوحات المعدنية بحكم نهائى بات لا يقبل الطعن، يجب مد الخط على استقامته، والتفكير بشكل جماعى: لماذا البراءة الجماعية؟، لماذا خرج سامح فهمى، وأحمد عز، وأنس الفقى، وزهير جرانة، وأحمد المغربى، وزكريا عزمى من السجن؟
من وجهة نظرى ومتابعتى لملف محاكمات رموز النظام السابق، وقراءة أغلب أوراق القضايا، وحضور قليل من الجلسات فى المحاكم، أرى أن الأسباب تتركز فى:
1 - أصل المحاكمة منذ البداية خطأ، لأننا بكل بساطة كنا نحاكم مبارك بتهمة الاستيلاء على قطعة أرض و3 فيلات، وقدمنا علاء مبارك مع حبيب العادلى فى قفص واحد بقضية قتل المتظاهرين، واتهمنا سامح فهمى فى قضية الغاز، رغم علمنا بالأساس أن القضية تتعلق بالأمن القومى، وسامح فهمى فيها لم يكن إلا منفذًا للتعليمات، ووجهنا لأحمد عز اتهامات باحتكار الحديد، رغم أن جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار نفسه هو من نفى احتكار عز للحديد قبل وبعد الثورة فى بيانات رسمية.
2 - أعتقد أن محاكمات رجال مبارك كانت تتطلب عقد محاكمات سياسية تتعلق بإفساد حياة سياسية، وإفساد انتخابات، وخلق أجواء الغضب فى البلاد وصولًا إلى ثورة يناير، وما كان يجب أن تتم وفقًا لاتهامات جنائية أدرك محامو رجال مبارك اللعب عليها فى المحاكم، وإثبات عدم صحتها.
3 - ابحث فى سجل أسماء رجال مبارك، ستجد أن جميعهم خارج السجون، لسبب واحد فقط، هو أن جميع أوراق التحقيقات فى قضاياهم كانت ضعيفة، وكنا قبل 3 سنوات نشكو ونحذر من أن تحقيقات النيابة ليست على المستوى الكافى، ولا تتضمن أدلة قوية يحاكم على أساسها رجال مبارك، خاصة أنها جاءت فى أوقات ما بعد يناير، وهى أوقات غضب كانت النيابة تسعى وقتها لإحالة القضايا سريعًا سريعًا لاحتواء الشارع، لكن للأسف أحيلت الأوراق للمحاكمة ناقصة، وانتهت جميعها بالبراءة.
4 - البراءة لرجال مبارك كان سببها أيضًا أنه لم يتشكل فريق قانونى من المحامين الشرفاء، يدافع عن حقوق الشعب المصرى فى كل قضايا يحاكمون فيها، بل كان المحامون يحضرون بشكل فردى، ويتنازعون فى بعض الأوقات على الميكروفون، وهو ما انتهى بأن دفاع رجال مبارك سيطروا على جلسات المحاكم، وحصلوا على فرصتهم الكاملة لتبرئة موكليهم.
5 - البراءة للجميع، لم تكن مفاجأة لى، كانت متوقعة، كنت أراها منذ 3 سنوات، كنت أراقب المحاكمات وتطوراتها القانونية، أجد تقدمًا فى موقف المتهمين على حساب الاتهامات الأصلية التى وجهتها النياية، وكنت أيضًا مع كل جلسة جديدة فى قضية مختلفة أجد أن أجهزتنا كانت تقدم تحريات عامة فى أغلب الأوقات غير دقيقة، تعتمد على الإنشاء، لا المعلومات، فانتهى الأمر إلى مشهدنا الحالى.. البراءة للجميع.
6 - البراءة للجميع.. نحن السبب فيها بنسبة أكبر من الجهد الذى لعبه محامو رجال مبارك للوصول إليها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة