لم يكن إحراق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة من قبل عصابات داعش سوى فصل مخز ضد الإنسانية، فالذين قرروا إعدامه عن طريق الحرق يعيدون للذاكرة البشرية الأهوال التى كان يتعرض لها البشر فى العصور السحيقة، قبل أن يخترعوا السماحة والتحضر والقوانين الحديثة.
لكن السؤال الذى لم يطرح بالجدية الكافية حتى هذه اللحظة يتمثل فى الآتى: من الذى يدعم داعش ويقف وراءه؟ ومن المستفيد من وجود تنظيم مسلح يرفع راية الإسلام، ويعتدى على الدول، ويحتل المحافظات والمدن ويحرق الناس؟
فى علم السياسة - كما فى علم الإجرام - ابحث عن المستفيد من تمزيق الأمة العربية، وإسقاطها فى دوامة من الفشل الذريع إلى الفشل الدائم. لقد استثمر أعداء العرب نسبة جهلنا وتخلفنا ومضوا يتلاعبون كيفما شاءوا، لأننا نتملك البترول بغير حساب، ولأننا نتمتع بمكانة جغرافية بالغة الأهمية للتجارة العالمية!
أجل.. أمريكا هى المستفيد الأول من وجود داعش، وهى التى تدعم من يموله بالمال والسلاح، ويشاع أن تركيا تمدهم بالسلاح، إذ إن أعضاء داعش ليسوا علماء ليخترعوه، بل هم مجموعة من الجهلة غلاظ القلوب يظنون أنفسهم ليسوا المتحدثين باسم السماء فحسب، إنما يلعبون دور الله - سبحانه وتعالى - فى إنشاء «بروفة لجهنم» على الأرض!
لاحظ من فضلك أن صعود داعش تزامن مع سقوط الإخوان، والإخوان كما تعلم جماعة منصاعة أمام الأمريكان وربيبتها إسرائيل، لكن يبدو أن داعش - الصنيعة الأمريكية - قد استنفد مهمته، وآن الأوان للتخلص من هذا التنظيم الذى يخاصم العصر الحديث، وها هى الأنباء تتوالى عن تحرير %60 من الأراضى التى احتلها داعش فى العراق، بعد أن شن تحالف القوات العراقية وجنود البشمركة الكردية ومقاتلو العشائر العربية هجومًا كاسحًا على هذا التنظيم الغبى.
كما أن قوات الأكراد استطاعت تطهير مدينة «كوبانى» - على الحدود السورية التركية - من قوات داعش، وفرضت سيطرتها الكاملة على المدينة، الأمر الذى يشير إلى تضعضع حال التنظيم، وما إحراق معاذ الكساسبة إلا محاولة مجرمة لإثبات الوجود، لكن لا مستقبل لتنظيم يعادى البشر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة