غاب طويلاً عن السينما فخمس سنوات حرمتنا منه على الشاشة الكبيرة وهى مدة ليست قليلة لمبدع مازال يستطيع أن يفن ويفكر ويجعلنا نفكر معه, سواء أضحكنا أو أبكانا أو اتفقنا أو اختلفنا معه، ذاك هو وحيد حامد الذى عاد ليلعب مع الجمهور لعبة «القط والفار» فى أحدث أفلامه، مع مخرج لأول مرة وهو تامر محسن وبطولة مرة ثانية لمحمد فراج بعد بطولة لم تترك علامة، ولكنه فى هذه المرة مسلح برفقة ممثل كبير صاحب مزاج فى الأداء وهو محمود حميدة، وصاحبة الألف وجه سوسن بدر.
الفيلم يحكى قصة شاب يشبه «الفار» شكلاً وموضوعاً واسماً يعيش مع أمه بعد وفاة أبيه فى منطقة شعبية، وهى امرأة مزواجة، الشاب يسير جنب الحيط أو فى الحيط إن جاز التعبير، ولكن تواجهه ظروف تموت فيها الأم فى بيت رجل وزير الداخلية، وتكشف الأحداث القرابة التى تجمع الفار مع القط الكبير المهم، فتتحول حياة كل منهما، فالفار صار فجأة موضع اهتمام الجميع، والقط وزوجته يحاولان استغلال الموقف لصالحهما، فى بلد يأكله النفاق للمسؤول الكبير، ويظل الصراع إلى أن ينتصر الفار بالحيلة كما تصوره الأحداث.
قد تكون فكرة الفيلم وحتى أسماء الأبطال مباشرة وبسيطة كصراع «توم وجيرى» أشهر قط وفار فى العالم، ولكن من قال إن صراع «توم وجيرى» يخلو رغم بساطته من كثير من العمق وكثير من الضحك أيضاً، وهو نفس الأسلوب الذى لجأ له وحيد حامد فى سيناريو الفيلم.
تامر محسن كمخرج قدم نفسه لأول مرة من خلال نص تلفزيونى لوحيد حامد أيضاً وهو بدون ذكر أسماء، وكان بكل المقاييس أفضل مسلسلات رمضان قبل الماضى، ولكنه لم يحظ بدعاية كافية وبالتالى مشاهدة تليق بقيمته، ولكن ذلك لا ينفى أن تامر حينها كمخرج تلفزيونى لأول مرة كان متميزاً جداً، أما فى أول أفلامه فهو أقل جرأة وخروجاً على المعتاد كما فعل فى مسلسله، وربما يعود ذلك لطبيعة الفيلم، ولكنى سأنتظر فلا يمكن الحكم على مسيرة مخرج من خلال فيلم واحد قليل التكلفة.
محمد فراج بطل العمل أيضاً أتى من الشاشة الصغيرة ليحاول أن يجد له مكاناً فى الشاشة الكبيرة، وهو ممثل بكل التأكيد موهوب وأتته البطولة ولكنه لم يحصل بعد على فرصة تدفعه لصدارة نجومية وليس لمجرد بطولة، فبطولة عمل فنى لا تكفى دائماً ليعيش الفنان كثيراً كبطل، فكم من وجوه وقفت فى بطولة أو أكثر ولكنها لم تعش هكذا طويلاً، وإن كنت أتمنى لفراج غير هذا فهو موهوب ومقبول ولكن فى الأمر جزء من الحظ والذكاء أتمنى أن يتوفر له.
محمود حميدة يغيب طويلاً ولكنه ممثل لا يفقد لياقته رغم الغياب.
سوسن بدر دور صغير أو كبير، تلفزيون أو سينما.. دائماً علامة مسجلة.
سوزان نجم الدين فى دور زوجة وزير الداخلية اختيار موفق لأنه غير تقليدى.
شخصية وزير الداخلية هى عادة من أكثر الشخصيات إلحاحاً وظهوراً فى أفلام وحيد حامد منذ سنوات، وغالباً ما تصاحبها كثير من السخرية اللاذعة التى تطال كل مسؤول، فوزير الداخلية مجرد واحد متكرر ولكنه الأكثر دائما، والأسهل صيداً ووجودا وتأثيرا فى حياتنا.
فيلم «قط وفار» ينتقم لكل فار من قط كبير بالحيلة، ولكن هل تصلح الحيلة وتكفى جميع الفئران للانتقام من كل القطط، لا أظن، فيبدو أن الأفلام فقط، وبالتحديد أفلام وحيد حامد، هى التى يستطيع الفار فيها أن ينتقم من القط.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة