أيوه أنا نفس الشخص اللى بيطالب بالقصاص ممن قتل الشهيدة شيماء الصباغ، حتى لو كانت الداخلية، وبطالب أيضًا بالقصاص ممن قتل كل ضباط الجيش والشرطة فى أى مكان على أرض الوطن، «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب»، صدق الله العظيم.
أيوه أنا نفس الشخص اللى حذفت من عندى على حساباتى فى مواقع التواصل الاجتماعى كل معدومى الضمير بعد استشهاد شيماء من الشامتين، وحذفت أيضًا كل منعدمى الضمير ممن أساءوا للجيش المصرى والضباط والجنود الذين استشهدوا فى سيناء.
أيوه أنا نفس الشخص اللى بنتقد معظم سياسات الدولة الداخلية مع المواطنين التى تنتهك القانون والدستور، وبقف مع الدولة ضد أى مؤامرات خارجية تستهدف إضعاف وطنى.
أيوه أنا نفس الشخص الداعم والمتضامن مع كل المحبوسين ظلمًا بقانون تظاهر باطل، أو احتياطيًا دون أى محاكمات، والداعم أيضًا لكل جندى وضابط يحمى تراب هذا الوطن.
أيوه أنا نفس الشخص الرافض للعنف والقتل والإرهاب ضد أى متظاهر سلمى يعبر عن رأيه، ويطالب بالأفضل لمصر، والرافض للعنف والقتل والإرهاب ضد ضباط وجنود مصر الأبرار الذى يستشهدون فداء لتراب هذا الوطن.
أيوه أنا نفس الشخص المعارض للسياسات الداخلية للنظام الحالى، خاصة فى الفترة الأخيرة، لتزايد القمع والظلم والفساد، وعودة نظام مبارك وآلياته بتبجح، وفى نفس الوقت لا يستطيع أن يهتف بإسقاط النظام لسببين، السبب الأول لأن ظروف البلد والإرهاب الذى يضرب أركانها لا يسمح بموجات ثورية جديدة، وأن انهيار النظام هذه المرة هو انهيار الدولة، ثانيًا لأنه لا يوجد النظام البديل الجاهز لكى يحيا، فأعارض وأضغط بكل ما أستطيع من أجل الإصلاح، والعدول عن الاستمرار فى ممارسة نفس أخطاء الماضى التى حتمًا ستؤدى إلى نفس النتائج إذا لم يتم التصدى لها وبقوة.
أيوه أنا نفس الشخص المعارض لاستمرار بعض سياسات الفساد فى الحكومة الحالية، وضد سياسات العديد من الوزراء، وشكرت رئيس الوزراء على تعويضه لصاحب التاكسى الذى تم حرقه فى مظاهرات العنف الإخوانى، وتذكرت هتافات يناير كرامة وعدالة، وشعرت أنه لولا يناير ما كنا سنعيش هذه اللحظة.
أيوه أنا نفس الشخص الرافض لسياسة الانتقام من 25 يناير ورموزها، والتى تنتهجها بعض مؤسسات الدولة من حبس واعتقال وانتهاك للحريات، وإساءة وتشويه سمعتها، والرافض فى نفس الوقت لسياسات الإخوان الإرهابية للانتقام من 30 يونيو بالحرائق والتخريب، واغتيال جنود الوطن الأبرياء.
نعم نختلف مع النظام، لكن لم ولن نختلف على الوطن.. الإرهاب يستهدف وطنًا، ونحن جميعًا ضده وخلف الجيش المصرى، وأبدًا لم ولن تسقط مصر.
لست أنا وحدى هذا الشخص، فأنا على يقين بأن هناك الكثيرين لديهم نفس القناعات، وبهم ستنتصر الإنسانية مهما تأخر هذا النصر، وكما قال الفنان الإنسان العاقل الحكيم أحمد حلمى الذى نعى جنود مصر، ونعى شيماء الصباغ معًا «إحنا كتير، إحنا كتير أوى على فكرة، إحنا زى الحفرة مش هنموت ومش هنخلص».
اعتبرونى مجنونة، اعتبرونى من كوكب آخر، لكن هذه ليست وسطية ولعب على كل الأطراف كما تدعون، لكن هذه قناعتى الشخصية التى تتسق مع كل مبادئى وقيمى التى تعلمتها فى الحياة، وتربيت عليها، فأنا لا أُرضى شخصًا أو نظامًا أو تيارًا، فقط أُرضى ضميرى، وأخلص لوطنى، والله على ما أقول شهيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة