التونسى عبد المجيد الشرفى: تيار الإسلام السياسى سيفنى لو لم يجدد خطابه

صرح المفكر التونسى الكبير أثناء الندوة التى عقدها مركز دال للأبحاث بمقر المركز بجاردن سيتى، أن تيار الإسلام السياسى يواجه مصيران: إما القيام بمراجعة شاملة يترتب عليها تجديد الخطاب السياسى بشكل كامل أو الزوال إلى الأبد.

وقد تطرق حوار "الشرفى" إلى قضايا الإسلام المعاصر والحداثة والتحديث بالعالم العربى، حيث تحدث فى حواره مع الدكتور سامح إسماعيل، كبير الباحثين بالمركز وجمهور الحاضرين عن إشكاليات الراهن فى ضوء الحراك الذى أحدثته ثورات الربيع العربى، مشيرا للتجربة التونسية التى بدأت مع الحبيب بورقيبة الذى اهتم فيها بالإصلاح التعليمى الذى عدة بورقيبة استثمار فى البشر التونسى أغلى الموارد الاقتصادية؛ مما خلق قطاعات كبيرة من الشباب المتعلم الذى تأثر سلبا بالسياسات الاقتصادية للرئيس بن على ودفعهم للثورة.

كما تحدث الأستاذ الشرفى عن مستقبل الحداثة فى عالمنا العربى فى ظل افتقاد البنى الاجتماعية لقيمها منبها إلى دور أزمات الاقتصاد الرأسمالى فى تصدير الأزمات المتتالية إلى البلدان التابعة وخاصة الوطن العربى، وعدم قدرة البنى الاجتماعية العربية على التكيف مع منطلقاتها.

وانتقد الشرفى حركات الإسلام السياسى وانقضاضها على مكتسبات ثورات الربيع الذى تحول إلى خريف من الصراعات السياسية التى مزقت أوصال الأمة فى ظل تنكر عدم قدرة الإسلام الحركى على استيعاب متناقضاته والرغبة العمياء فى القفز على السلطة برغم بساطة مشاركتهم فى الثورات العربية وأضاف أن التيارات الإسلامية الحالية منفصلة عن الواقع، وعاجزة عن قراءة الواقع والتماهى مع متطلباته، فكان الصعود إلى السلطة شكليا، وأضاف أن التيارات الإسلامية تفتقد حضور شخصيات فكرية عميقة قادرة على مراجعة أفكار تلك الجماعات فهم تابعين ودلل المفكر الكبير على فشل حركة الإخوان المسلمين فى مصر فى قيادة مسيرة الحداثة والتحول الديمقراطى.

كما أشار إلى أن مشكلات الوطن العربى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كحلقات السلسلة المتلاحمة التى إن لمست القلاقل حلقة واحدة منها اهتزت باقى الحلقات مما يثير أزمات عديدة فى المجتمعات العربية.


اليوم.. المفكر التونسى عبد المجيد الشرفى ضيف مركز "دال" للأبحاث