مثقفون: تجديد الخطاب الدينى يتحقق بفصل الدين عن السياسة

الجمعة، 06 فبراير 2015 10:06 م
مثقفون: تجديد الخطاب الدينى يتحقق بفصل الدين عن السياسة معرض الكتاب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت الكاتبة إقبال بركة، أن ما يحدث فى العالم هذه الأيام شىء يخرج عن نطاق الفكر الإسلامى، حيث ظهرت جماعات تستولى على أرض المسلمين وتشيع فيها الخراب باسم الإسلام، ويمنعون المرأة من التعليم والعمل، فهل يعقل أنه بعد 1436 سنة من الهجرة مازلنا نتساءل ما هو الإسلام الحقيقى؟!.

وأضافت الكاتبة إقبال بركة، خلال مشاركتها فى ندوة حول "رؤية نسوية فى تجديد الخطاب الدينى"، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ46، أننا نعيش وفقا لتعاليم الإسلام الذى يدعو إلى التسامح، وأن هذه الجماعات تستهدف عداء المرأة مثل "القاعدة" و"بوكو حرام" بنيجيريا وأخيرا "داعش"، وأن هذه الجماعات يسود بها الغباء والجهل والتخلف، لافتة إلى الطفلة الباكستانية "ملالا يوسف" التى لم تبلغ الـ16 من عمرها، والتى رفضت ذلك وكتبت كل ما تستطيع به أن تدافع عن نفسها ولم تصدق أن الإسلام يمنع المرأة من العمل وتم إطلاق الرصاص عليها ونجت لكى تجوب العالم وتتحدث عن دور وحق المرأة فى العمل، حتى نالت جائزة نوبل.

وأضافت إقبال بركة، أن توقف الاجتهاد يرجع إلى أن هناك من زعم بأن ما وصل إليه الأئمة الأربعة يشمل جميع الحلول ويمنع على المسلمين الاجتهاد،على الرغم أن التابعين قالوا فى هذا الأمر "هم رجال ونحن رجال" وأن الاجتهاد قابل للخطأ والتعديل والتصحيح والإضافة، لأنه اجتهاد بشر وليس مقدسا، والشىء العجيب أن يظل الاجتهاد متوقفا فى القرن الــ20، ويستمر هذا التقاعس من قبل العلماء حتى القرن الـ21.

وأشارت الكاتبة إقبال بركة، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، حس على تغيير الخطاب الدينى وتجديده، حتى يتطور المجتمع، ونخرج لبر الأمان.

وأوضحت "بركة" أن تجديد الفكر الدينى شغلها كثيرا ونشرت حوله العديد من المقالات، لكن وجهت بالتجاهل والتهميش، قائلة ولم أجد صدى إلا فى كتاب "الحجاب" حتى رفع ضدى العديد من القضايا، وتم منعى من نشر أى إصدارات، حتى طالب بعض المستنيرين بوقف هذه القضية وبالفعل توقفت.

ومن جانبها، قالت الكاتبة سلوى بكر، إن الدعوة لتجديد الخطاب الدينى منقوصة، لأن هذا المجتمع يحتاج إلى تجديد جميع الخطابات، وأن الثورات العربية كانت شكلا من أشكال الرفض والتمرد على الخطابات السائدة فى المجتمع، التى بدأت مع الثورة التونسية، واستمرت حتى الآن، ومازال الإناء يغلى بالذى قد يؤدى إلى انفجار لا يعرف آخره إلا الله.

وأوضحت سلوى بكر، أن الصراع مظهر من مظاهر الرفض والتناقضات المجتمعية التى تعيشها المجتمعات العربية، وقد وصلت أعمال العنف والإسلام السياسى إلى مدى غير مسبوق من القتل والاعتداء، وقد تكون الخطابات الدينية المتخلفة التى سادت منذ فترة طويلة أحد الأسباب، وأن الاستبداد السياسى هو السبب الأول، ونحن نعلم أن التبعية للاستعمار بأشكلها الحديثة هى سبب هذه الثورات.

ولفتت إلى أنه علينا أن نتساءل هل إذا تجدد الخطاب الدينى سنتحول إلى مجتمعات سعيدة؟، قائلة: فى الواقع لا.. لأنه شعار لا يهدف أو يحدد كيفية هذا التجديد أو من يقوم به، ولا يمكن تجديد الخطاب الدينى داخل المجتمع إلا إذا كان هناك مشروع عصرى للمجتمع، ولكى يكون مشروعا يجب أن تتوفر لدينا الإرادة السياسية، لافتة إلى مشروع محمد على الكبير، بصرف النظر عن وسائله لتحقيق هذا المشروع ولكنه تبين ملامحة على أرض الواقع.

وأكدت الكاتبة سلوى بكر، أن محمد على الكبير بدأ بالتعليم النظامى الإلزامى، ومن خلال ذلك ترسخت فكرة المواطنة حتى يحق للجميع تولى الوظاف العامة، فهو قام بفصل الدين عن الدولة، ومن هنا بدا تجديد خطابات المجتمع، مضيفة أن تجديد الخطابات فى المجتمع هو فصل الدين عن الدولة، لأن الأخيرة ما هى إلا أداء إدارة شئون المجتمع وهى شخصية اعتباريه لا دين لها.

وقالت الكاتبة سلوى بكر، إنه إذا توفر لدينا المشروع السياسى للتغيير والإرادة السياسية فسوف يتحقق التجديد الدينى الإسلامى والمسيحى، لأن الكنيسة القبطية أيضًا لم تتجدد منذ زمن، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الليبرالى، لأن كل الخطابات الموجودة فى المجتمع الخاصة للمرأة متخلفة.

وأشارت سلوى بكر، إلى أن المرأة خرجت إلى الميادين حتى تطالب بالتغيير وهى قوة اقتصادية فاعلة وتعمل فى كل المجالات وتقدم إسهامات فى الدخل القومى، ولهذا السبب خرجت الملايين من النساء إلى الشارع لتطالب بالتغيير، كما أنه عندما يوجد تمييز نوعى مثل ما يكتب حول صدور كتاب أنثوى أو مقال أنثوى فإن هذا التميز النوعى يليق بـ"محلات الفراخ" عندما نتكلم عن "الديك والفرخة" ومثل هذه الخطابات تحتاج إلى تجديد شامل، فالمرأة حاملة لقيم ثقافية ولا يمكن تجديد خطاب فى المجتمع إلا إذا تم فصل الدين عن الدولة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة