حسنا فعل المهندس إبراهيم محلب عندما أعلن أن أعمار المحافظين الجدد - الذين يؤدون اليمين اليوم السبت 7 فبراير أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى - تتراوح بين الثلاثين والخمسين، وأغلب الظن أن مصر لم تحظ بمحافظ عمره ثلاثون عامًا منذ أربعة عقود على الأقل.
أجل.. الشباب ينبغى أن يتحمل المسؤولية، فالشاب مترع دومًا بخيال خصب ومعزز بحماسة لا نهائية لتحسين أوضاع البلد، شريطة أن نمنحه قدرًا من الصلاحيات يستطيع من خلالها اتخاذ الإجراءات التى تترجم أحلامه وخياله إلى مشروعات تقام على الأرض، وليت كل محافظ جديد يخبرنا ببرنامجه من أجل النهوض بمحافظته، وما المدى الزمنى الذى يحتاجه لإنجاز هذا البرنامج!
ما من محافظة فى مصر إلا وتضج بمشكلات لا حصر لها، من أول التكدس البشرى – مأساة مصر المزمنة – حتى تضخم ظاهرة البطالة بين الشباب، مرورًا ببؤس الخدمات من تعليم وصحة ونظافة وطرق، فكيف يمكن لمحافظ «عجوز» أن ينهض بمهمات جليلة مثل هذه؟
إن الشباب–والشباب فقط–هم الذين يمتلكون الخيال والعزيمة ليقتحموا بهما مشكلات من حجر لا يتزحزح، والشباب فقط هم القادرون على تحويل أحلامهم إلى حقائق تنفع الناس وتمكث فى الأرض، لذا يحق الحفاوة باختيارات رئيس الوزراء.
لكن عندى عتاب أرجو أن يتسع له صدر المهندس إبراهيم محلب.. لقد قال الرجل إن المحافظ الجديد ينبغى أن يكون لديه قدرة على العمل من 15 إلى 16 ساعة يوميًا، وهو أمر يخاصم طبيعة الجسد البشرى ويعرقل عمل العقل الإنسانى، فالعمل القيادى يتطلب درجة معقولة من الصفاء الذهنى الذى لن يتوفر إلا إذا جادت الأيام على المحافظ بساعات معقولة من النوم والاسترخاء، حتى يمكن له أن يفكر ويخطط ويتابع.
لو نظرنا إلى أى دولة ناجحة سنكتشف أن المسؤولين فيها من الرئيس حتى المحافظ يحظى بإجازة منتظمة يحرص عليها، وبأوقات نوم معقولة، فضلا عن أنه يمارس هواياته بانتظام حتى يتجدد نشاطه.
لنطلب من المحافظ الجديد أن يعمل ثمانى ساعات فقط.. لكن بمنتهى الجدية والحزم والانتباه.
عدد الردود 0
بواسطة:
أسيرة البنفسج
وماذا عن السلخانة ؟!