محمود سعد الدين

العملية الجراحية لوزارة الداخلية

الثلاثاء، 10 مارس 2015 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المعتاد عليه بديوان وزارة الداخلية إطلاق اسم "حركة تغييرات" على تنقلات قيادات الأمن، ولكن لا يمكن بأى حال من الأحوال إطلاق نفس المصطلح على التنقلات الأخيرة التى اعتمدها وزير الداخلية الجديد اللواء مجدى عبد الغفار، هى أكبر من أن تكون تغييرات، هى حتما "عملية جراحية معقدة"، خاصة أنها تضمنت "استئصال" جزء رئيسى من جسم وزارة الداخلية .

5 دلالات رئيسية تمثل المفتاح الرئيسى لقراءة الحركة الزلزال.. الوصف الأقرب للحركة، هو وصف الزلزال، وكل المهتمين بملف وزارة الداخلية وصفوا الحركة بـ"زلزال الداخلية" لأنها غيرت ملامح الوزارة وشكلت وزارة جديدة كما لم نرها من قبل، لأنك أمام 2 من أكبر مساعدى الوزير وكلاهما كانا مرشحين لتولى الوزارة بالأساس، وهم أسامة الصغير وخالد ثروت، الأول كان مساعدًا للأمن والآخر للأمن الوطنى وهما فى دائرة صناعة القرار الأمنى بالوزارة ولا تعتمد أى خطة إلا بمعرفتهما وتم نقلهما إلى الأمن الاقتصادى والأمن الاجتماعى وفى المرتبة الأمنية أقل بكثير من عملهما السابق، ناهيك عن دينامو الإعلام فى الوزارة عبد الفتاح عثمان الذى تم نقله إلى الإشراف على مديريتى أمن كفر الشيخ ودمياط، بخلاف مدير أمن القاهرة الذى لم يستمر شهرين فى منصبه، مع الأخذ فى الاعتبار تغيير مديرى مديريات أمن الغربية وقنا وأسيوط.

التوقيت


اختيار وزير الداخلية الجديد أول يوم فى العمل الرسمى له بالوزارة ليكون يوم التغييرات، هو بحق اختيار موفق وحاسم لأنه لو كانت تأجلت لأسبوع أو شهر، كان من الصعب أن تتم، خاصة أن كل القيادات التى تم تغييرها هى قيادات لها جذور فى الوزارة ولها تاريخها الأمنى.

الرسالة


الأهم فى التغييرات أنها صدَّرت رسالة كبيرة مفادها أن وزارة الداخلية لا تتغير بوزير جديد يجلس على كرسى الوزير القديم، ولكن لكى تتغير لابد من تغيير دائرة صناع القرار حول الوزير القديم، وكذلك تغيير المفهوم العام من وزارة تحارب الإرهاب بالسلاح إلى وزارة تحارب الإرهاب بالمعلومة، خاصة أن الوزير الجديد جاء من خلفية "أمن الدولة" وقضى بها 40 عامًا .

الضوء الأخطر


الواقع يؤكد أن زلزال وزارة الداخلية ليس من المعقول أن يتم إلا بعد ضوء أخضر من القيادة المصرية خاصة أنه قد يترتب عليه إما نجاح كبير جدا فى تغيير مفهوم وشكل ومضمون الوزارة أو لا قدر الله فشل كبير جدا، يترتب عليه اضطراب أمنى وخلل فى السيطرة، لأن القيادات التى تم تغييرها هم "أهل مكة" وهم أيضا "أدرى بشعاب الوزارة وتفاصيلها" من الوزير الجديد القادم من المعاش بعد عامين و4 شهور من إحالته للتقاعد .

أخيرًا، نتمنى للوزير الجديد النجاح، لأنه الخيار الوحيد بالنسبة لنا .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة