ورغم أن هذه الدراسة لم تحدد ما هى هذه المهن التى تضعف الخصوبة ووصفتها فقط بالمهن الشاقة، إلا أن دراسات أخرى تحدثت عن هذه التأثيرات وحددت بعض هذه المهن.
الضغوط المستمرة تقلل مستويات هرمون الذكورة
كشفت دراسة أمريكية جديدة من جامعة كاليفورنيا أن ضغوط العمل من الممكن أن تؤثر على مستويات هرمونات الذكورة، وتؤثر على جودة وكفاءة الحيوانات المنوية من حيث العدد والحركة والتركيب، ويفسر الباحثون أن هذه التغيرات حدثت بفعل زيادة مستويات هرمونات التوتر.
أعلى المهن فى التعرض للضغوط النفسية والجسدية
قدم موقع "كارير كاست" -المتخصص فى الشؤون الوظيفية- دراسة مسحية أمريكية تظهر أكثر الوظائف فى مقدار الضغط الجسدى والنفسى، وجاءت النتائج بأن وظيفة رجل الإطفاء أعلى الوظائف فى الضغوط النفسية والجسدية، وتأتى بعدها الوظائف العسكرية، ثم الطيارون، ثم رجال الشرطة، ثم الممثلون ومقدمو البرامج، ومنظمو الحفلات، والمصورون والمحررون الصحفيون.
التفكير المستمر يسحب الدم من الأعضاء التناسلية إلى الدماغ
وفى هذا السياق، يؤكد دكتور محمد عبدالرسول استشارى المسالك البولية، أن من أكثر الوظائف التى تعرض من يعمل بها إلى ضغط مستمر، هى الصحفيون والمحامون والأطباء والضباط، موضحا أن التفكير المستمر والضغط النفسى المستمر يتسبب فى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ونقص تدفقه من العضو الذكرى وبالتالى التعرض إلى الضعف الجنسى وضعف الخصوبة على المدى البعيد.
الضغوط تزيد من إفراز هرمون الأدرينالين
وأشار دكتور أحمد أبوطالب أستاذ جراحة أمراض الذكورة والمسالك البولية فى جامعة بنها إلى أن الوظائف ذات المسئوليات الكبيرة، والتى تتطلب عملا مستمرا وشاقا تزيد من التعرض إلى الضغوط النفسية والتوتر العصبى والذى يزيد من عمل الجهاز العصبى السمبثاوى، وإفراز هرمون الأدرينالين ويتعارض هذا مع وظيفة الجهاز التناسلى بما يعرضهم إلى الضعف الجنسى.
المهن التى ترفع ضغط الدم تهدد قدرتك الإنجابية وتصيبك بضعف الانتصاب
وأضاف دكتور حامد عبدالله استشارى أمراض الذكورة أن طبيعة العمل الذى يضع الفرد تحت ضغط عصبى لفترات طويلة يسهم فى رفع ضغط الدم، وأن تناول أدوية علاج ضغط الدم المرتفع تعد سببا أساسيا فى تعرض الرجل لضعف الانتصاب وسرعة القذف، ويؤدى ارتفاع ضغط الدم إلى قلة إنتاج عدد الحيوانات المنوية النشطة، والقادرة على تخصيب البويضة بنجاح.
العمل فى درجات حرارة عالية يؤثر على حركة الحيوانات المنوية
وأشار د.حامد إلى أن بعض الأعمال التى تتطلب التواجد فى وسط بيئى معين، وخاصة فى درجات الحرارة العالية، كالعمل فى المخابز ومصانع الزجاج والفخار، يعرض الخصيتين لدرجات حرارة عالية، وهو ما يعد من أهم العوامل التى تسبب قلة عدد الحيوانات المنوية، وضعف كفاءتها وقدرتها على الحركة بصورة سليمة، كما أن هناك بعض الوظائف فى المصانع التى يتعرض فيها الأفراد إلى الكيماويات المختلفة بما يصيبهم بضعف الانتصاب وضعف الخصوبة.
ويذكر الاستشارى أيضا أن المهن المعرضة للإشعاع كالأطباء وفنيى الأشعة ترتفع لديهم مشاكل الخصوبة، حيث تؤثر الإشعاعات المستمرة على عدد الحيوانات المنوية لديهم.
كما أضاف الخبراء أن الضغط النفسى يختلف على حسب استجابة الفرد له، ويمكن أن ترتفع الضغوط النفسية، فى وظائف عادية نتيجة الإدارة السيئة أو مشاكل العمل أو الاستجابة الخاطئة من قبل الموظف.
ويقدم دكتور شاكر مطيع استشارى الطب النفسى روشتة تمكن من التغلب على ضغوط الوظيفة، وذلك باتباع النصائح الآتية:
1- عدم المناقشة مع رئيسك، لأن المزيد من المناقشات يجلب المزيد من الأخطاء والتوتر والمزيد من المشاحنة.
2- الابتعاد التام عن المناقشات والمشاحنات الجانبية البعيدة عن مجال العمل مع زملاء العمل.
3- الهدوء حتى وإن كثرت الواجبات اليومية وشعرت بزيادتها عليك.
4- الثقة بالنفس والجد فى العمل يحسن انطباع المحيطين بك عنك.
5- إنجاز الأعمال أولا بأول وذلك حتى لا تكون هناك دواع للخلاف والمزيد من الضغوط.
أما دكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، فيقول إن الصداقة وممارسة الحياة الاجتماعية بعيدا عن العمل وصفة سحرية للتخلص من الضغوط بالإضافة إلى ضرورة التفرغ أثناء الإجازات وعدم التفكير فى العمل ومشاكله ومحاولة الاستجمام.
ضغوط العمل تصيبك بالسكر والربو
ومن جهة أخرى، كشفت مئات الدراسات ارتباط ضغوط العمل بالأمراض النفسية والعضوية، ولم يقتصر الأمر على ذلك فلقد نشر تقرير صينى فى موقع مجلة بلومبيرج بيزنيس ويك الإخبارية فى وقت سابق أن الإرهاق وضغوط العمل والضغوط النفسية تودى بحياة ما يصل إلى 1600 شخص يوميًا.
كما نشرت ديلى ميل البريطانية دراسة أخرى تشير إلى أن ضغوط العمل من الممكن أن ترفع نسبة الإصابة بالسكر من النوع الثانى بنسبة 45%، وأخرى سويدية أفادت بأنها تزيد من احتمالات الإصابة بنوع معين من السكتة الدماغية بنسبة 24%، كما أن الضغوط المستمرة نتيجة التهديد بفقدان الوظيفة ترفع احتمالات الإصابة بالربو بنسبة 60% مقارنة بمن لا يعانون من ضغوط وظيفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة