وعلى مدار العام الدراسى تنتشر أخبار ظهور حالات الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية خاصة الجلدية منها، على مستوى مدارس محافظات مصر.
وفى هذا التقرير نوضح أهم أسباب الإصابة بتلك الأمراض، وأسباب انتشارها بشكل خاص فى المدارس المصرية وكذا طرق الوقاية والعلاج.
التينيا الحلقية والجسمية والقراع تحدث نتيجة للعدوى الفطرية وإهمال العلاج يحولها لأمراض مزمنة
فى شرح لآخر الأمراض التى انتشرت بإحدى المدارس المصرية وهى التينيا، تقول استشارى الأمراض الجلدية الدكتورة مهجة حنا جرجس، إن التينيا الحلقية تظهر على البشرة فى صورة دائرة بيضاء ذات حواف متعرجة، فيما يشبه دائرة الترس، ويصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة للعدوى بنوع معين من الفطريات.
ومع إهمال العلاج تتطور التينيا الحلقية لتينيا جسمية، ولكن كل النوعين ينتشر على بشرة الجسم فقط، ويمكن علاجهما بالمضادات الحيوية سواء الدهان الموضعى، أو الأقراص التى تؤخذ بالفم تبعًا لشدة الحالة.
وفى حالة إهمال العلاج والإصابة بعدوى بكتيرية بجانب العدوى الفطرية، يتطور المرض للقراع العسيلى، والذى يصيب فروة الرأس فقط، ويؤدى إلى تساقط شديد بالشعر، وهو ما يستوجب التدخل بأقصى سرعة لعلاجه، لأن إهمال تلك الحالات يؤدى إلى الإصابة بالصلع الدائم غير القابل للعلاج، فالقراع يؤدى إلى موت بصيلات الشعر، والتى تهاجم بشدة من قبل الميكروبات والفيروسات المسببة للمرض.
وعن طرق انتقال العدوى بالتينيا توضح مهجة أن التينيا من الأمراض الجلدية التى تنتقل بالتلامس، أو نتيجة لاستخدام أدوات المريض.
ويرجع السبب وراء انتشارها بشكل خاص فى المدارس المصرية، إلى جهل البعض وعدم قدرتهم على التفرقة بين أعراض التينيا وأعراض نقص الفيتامينات بالجسم، والذى يظهر أحيانًا فى صورة بقع بيضاء على الوجه بشكل خاص، وهذا الخلط يعد أهم أسباب انتشار وتطور المرض بصورة كبيرة نتيجة لتأخر العلاج.
كما تعد التينيا من أهم الأمراض ذات الانتشار السريع، وتطور المرض أيضًا يتميز بالسرعة خاصة فى حالة تأخر العلاج.
الجديرى المائى الأسرع انتشارًا بين الأطفال
فى التوقيت نفسه أصيب عدد من تلاميذ إحدى مدارس الشرقية بالجديرى المائى، وهو المرض الذى تتكرر مرات الإصابة به عامًا بعد عام فى المدارس المصرية.
وعن طبيعة هذا المرض وطرق انتقاله والوقاية منه، تقول الدكتور هديل جهاد أخصائية الأمراض الجلدية، إن الجديرى المائى مرض ينتج عن الإصابة الفيروسية، وهو مرض حاد ومعد بصورة شديدة خاصة فى مرحلة الطفولة.
وتنتقل العدوى بالجديرى المائى عن طريق الجهاز التنفسى، من خلال استنشاق الرذاذ المنبعث من الشخص المصاب، كما تنتقل العدوى بالتلامس واستخدام أدوات المريض.
وخطورة هذا المرض تكمن فى تأخر ظهور أعراضه، والتى تبدأ بعد فترة من الحضانة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين متواصلين.
وتبدأ أعراض الإصابة بالظهور أولاً فى صورة ارتفاع طفيف بدرجة حرارة الجسم، مع حكة جلدية، يليها مباشرة ظهور بثور كبيرة الحجم وحمراء، ثم ما تلبث أن تعبأ بسائل شفاف مائل إلى اللون الأبيض.
ويستمر ظهور تلك البقع والحبوب لمدة قد تمتد لأسبوع كامل، ثم تبدأ بعدها فى تكوين قشور جافة تتساقط تدريجيًا، وتعد فترة تساقط القشور وتطايرها، هى الأخطر فى مراحل المرض، فتلك القشور هى المسئولة عن انتقال العدوى للأشخاص المحيطين.
وتوضح هديل أنه خلال تلك الفترة يجب الحرص على عزل الطفل عن باقى الأطفال، وبالطبع التوقف عن إرساله إلى المدرسة، مع تجنب تعامل النساء الحوامل معه، وذلك نظرًا لخطورة هذا المرض على المرأة فى فترة الحمل، حيث يصيب الجنين بتشوهات خلقية شديدة، كما يعد الإصابة به من أهم الأسباب المؤدية للإجهاض.
وعلاج الجديرى المائى يعتمد على استخدام المضادات الحيوية الموضعية، والدهانات المهدئة لحكة البشرة.
وعلى الرغم من كفاءة التطعيمات الخاصة بهذا الفيروس، إلا أنها لا تمنع الإصابة به بشكل نهائى، ولكنها تحد كثيرًا من أعراض المرض وتمنع انتشاره فى أجزاء الجسم بصورة كبيرة.
وعن أسباب تكرار الإصابة بالجديرى فى المدارس المصرية بشكل سنوى، تؤكد هديل أن الأهل والمدرسين يتحملون مسئولية انتشار هذا المرض بشكل كامل، فعلى الأهل التوقف عن إرسال الطفل إلى المدرسة لحين شفائه نهائيًا.
كما على المدرسين والمشرفين على الأطفال فى المدارس أن يمتلكوا من الوعى، ما يمكنهم من الكشف عن إصابة أى من الأطفال بهذا المرض واتخاذ التدابير اللازمة معه.
النظافة الشخصية وعدم الاختلاط وعزل الأطفال المصابين أهم طرق الوقاية
وللوقاية من انتشار العدوى بالأمراض الجلدية بين الأطفال يقدم الأطباء عددًا من النصائح المهمة وهم:
1- الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل الأيدى والوجه جيدًا، وهو ما يتطلب أن يصطحب كل تلميذ لأدواته الخاصة كالصابون الطبى ومنشفة صغيرة.
2- عدم تناول الطعام والشراب من نفس الأدوات التى يستخدمها أطفال آخرون.
3- تجنب التلامس كالسلام بالأحضان والقبلات بين الطلبة.
4- على الأهل عدم إرسال أطفالهم المصابين بالأمراض الجلدية للمدرسة قبل التأكد من تمام شفائهم.
5- على المدرسين الانتباه لأعراض الإصابة بالأمراض على الطلبة، ومنعهم من الاختلاط بالتلاميذ الآخرين، واستدعاء أولياء أمورهم والتشديد على ضرورة بقائهم فى المنزل لحين تمام شفائهم.
6- الحرص على تطعيم الأطفال ضد الأمراض المعدية، فى المواعيد المحددة لذلك.
7- ملاحظة العدوى فى مراحلها الأولى، من أهم الأسباب وراء سرعة الشفاء من المرض ومنع تطورة خاصة فى الأمراض القابلة للتطور كمرض التينيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة