السياسة أكثر من الاقتصاد فى المؤتمر الاقتصادى الذى يبدأ غدا فى شرم الشيخ، السياسة أن المؤتمر رسالة طمأنة وجذب الأنظار إلى مصر واقتصادها، كما أنه مؤشر على الجهات التى تثق فى إمكانية أن تكون مصر مجالا للاستثمار والمشروعات الاقتصادية، المواطن العادى ليس خبيرا فى الاقتصاد، لكنه بالطبع يحس بنجاح أو إخفاق الخطوات بقلبه، وأيضا بما يراه ويلمسه من فرص ووعود حقيقية، وليس بالمبالغة أو التهوين.
الناس تعرف أن نتائج المؤتمر الاقتصادى لن تكون فورية، حتى مع حساب إمكانية أن يجذب المؤتمر عشرات المليارات، لكنه أيضا سيجذب أضعاف الرقم من الثقة والإقبال، فضلا على كونه سيكون مجالا لرؤوس موضوعات مختلفة يمكن البناء عليها، لكن الأهم هو مدى القدرة على جذب الأفكار الجديدة وتشجيعها، وتجديد الأفكار عن الفرص والحاجات المطروحة فى مصر، بعد سنوات توقف فيها الاقتصاد بينما ينمو فى العالم باتجاهات متعددة.
السياسة هنا جزء من معركة تخوضها مصر فى مواجهة أطراف تتمنى ألا ينعقد المؤتمر أو ينجح، وتمارس ضده مبكرا الكثير من الشائعات والأخبار، فضلا على بعض العمليات الإرهابية التى تريد أن تظهر البلاد بشكل غير ما هى عليه، وقد فشلت هذه العمليات فى نقل أى رسالة، ربما لأن المصريين بالفعل يواجهون هذا الإرهاب بالكثير من السخرية والشجاعة، حتى لو كانوا يشعرون ببعض القلق، فالناس «تتفرج» على القنابل بدائية الصنع وترى وراءها جماعات بدائية التفكير، أصبحت تمارس إرهابا بشكل انتقامى لا يفرق بين مواطن وآخر، وهو أمر يضاعف من الغضب تجاه الإرهاب، وأيضا تجاه جماعة الإخوان التى يعترف قياداتها علنا بأنهم وراء الإرهاب والتفجيرات والتخريب. ويبدو، يوما بعد آخر، أن الجماعة تعيش الماضى، وتنعزل عن الواقع وتفضل الاقتيات على الأوهام والخزعبلات، فضلا على رغبة فى الانتقام.
كل هذا يجعل من نجاح المؤتمر الاقتصادى رسائل قوية لجهات كثيرة، وهى رسائل سياسية، والمواطن العادى يختلف فى حساباته عن الخبراء أو المحللين، قد يبدو المؤتمر معقدا بعض الشىء أو عموما، لكنه يعرف أن نجاح المؤتمر يقدم رسالة طمأنة للعالم من حيث قدرة مصر على تأمين أرضها لمؤتمر دولى ضخم.
الأمر الثانى هو جذب استثمارات لا يهم فيها فقط الرقم المرصود وإنما أن يكون هناك خطوط مفتوحة لمستثمرين، وأن ينعكس هذا المؤتمر الاقتصادى فى فرص عمل وحركة اقتصادية سياحة، وصناعة، وربما تكون هناك رغبة فى مؤتمر أو مؤتمرات تحدد ماذا نريد من اقتصادنا، وهى ترجمة مهمة وضرورية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة