سينجح المؤتمر الاقتصادى.. الإرادة السياسية تريد له النجاح.. الدول الرأسمالية الكبرى تريد له النجاح.. غباء الإخوان سيؤدى إلى النجاح. ليس عندى ذرة شك واحدة فى أن الأهداف التى من أجلها سيعقد المؤتمر الاقتصادى غدًا بشرم الشيخ ستتحقق وبدرجة كبيرة ومدهشة. لماذا؟ لأن هناك دولة تعرف جيدًا أنها بحاجة إلى استثمارات مهولة كى تستطيع الحفاظ على نفسها، فقد ورث نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى إرثا ثقيلا من الخراب الذى تركه مبارك ونظامه البائس، لذا لا مفر من ضخ المليارات لإقامة المشروعات الملحة التى يحتاجها المصريون بقوة، ولعلك لاحظت الاستعدادات الضخمة التى وفرتها الحكومة حتى يأتى المؤتمر فى أفضل صورة ممكنة.
ليست الدولة فقط من تسعى إلى إنجاح المؤتمر، وإنما الدول الكبرى يهمها كثيرًا هذا النجاح، فمصر ليست مجرد دولة فى مأزق نلقى عليها حفنة دولارات فتنهض وتتجاوز الأزمة، وإنما هى الدولة المحورية الأولى فى منطقة غنية بالموارد والبشر والحضارة، لذا لا يمكن أن تسمح لها الدول الكبرى بالسقوط لا سمح الله، لأنه إذا انهارت مصر - لا قدر الرحمن - فإن المنطقة ستشهد مرحلة من الفوضى العارمة ستكون الدول الكبرى نفسها هى الخاسر الأكبر.
ما يهم الدول الغربية هو الحفاظ على أرباحها وتنميتها، وفى مصر كل العوامل مهيأة لزيادة هذه الأرباح، فالسوق المصرية ضخمة بما لا يقاس - أكثر من 90 مليون زبون - والمواد الخام ذات سعر معقول، والأهم، فإن الأيدى المصرية، وهى بالملايين، تعد من أرخص الأيدى العاملة فى العالم. لكل هذا أسرعت وفود الدول الكبرى والغنية كى تحج إلى شرم الشيخ، فالمشروعات المربحة قاب قوسين أو أدنى، والحكومة المصرية تسعى إلى تخفيف القيود على الاستثمار، والمستقبل مفتوح على أمل أخضر ومكاسب بغير حساب.
يبقى غباء الإخوان الذى سيسهم بنصيب فى نجاح المؤتمر، إذ إن ارتفاع وتيرة زرع القنابل هنا وهناك سيجعل المصريين يلتفون أكثر حول النظام، وسيدعمونه بقوة حتى يحققوا ما يحلمون به، بعد أن تأكد لهم أن غدر الإخوان بلا حدود. ألم أقل لك إن المؤتمر الاقتصادى.. ناجح.. ناجح!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة