اليوم.. ومع بداية انطلاق فعاليات المؤتمر الاقتصادى- مصر المستقبل- فى مدينة شرم الشيخ بالكلمة الافتتاحية للرئيس عبدالفتاح، تكون مصر قد كسبت التحدى والرهان لعقد المؤتمر رغم كل المحاولات لعرقلته وعدم انعقاده بكل الوسائل والسبل من جماعات العنف والإرهاب فى الداخل وتنظيماتها ودولها فى الخارج، فالكثيرون من كارهى مصر والمصريين وأعداء الحياة والإنسانية راهنوا على عدم انعقاد المؤتمر وخوف الضيوف من المجىء إلى مصر وحضور المؤتمر، لمجرد القيام بأفعال إجرامية إرهابية أو ممارسة ضغوط واهية وخائبة على الشركات والمؤسسات وفى بعض الأحيان قادة الدول لعدم الحضور للمؤتمر، وفشلت وسوف تفشل محاولاتهم ومكائدهم وترد إلى نحورهم. فالحضور الذى بدأ من رؤساء وقادة الدول والشركات والمؤسسات مع بداية ساعات صباح الأربعاء، كان يحمل رسالة واضحة لأعداء مصر والحاقدين على شعبها بأن «موتوا بغيظكم».
إذن مصر كسبت الرهان وربحت الجولة الأولى وكل المشاركين أعلنوا ترحيبهم بالحضور لدعم الاقتصاد المصرى بل ودعم مصر سياسيا، وأكدوا أن مصر تسير على الطريق الصحيح وتتحرك فى الاتجاه السليم للنهوض بالاقتصاد وتلبية طموحات شعبها فى التنمية الشاملة التى تحقق مطالبه فى الحرية والعيش والكرامة.
وبالأمس قلت عن انعقاد المؤتمر الاقتصادى، إنه ليس غاية فى حد ذاته، مع ملاحظة بعض القصور التى كان يجب تجنبه، ولكنه وسيلة لغاية كبرى، وهى تحقيق الأهداف التى من أجلها تم عقد المؤتمر، وأولها إقناع المؤسسات والشركات الكبرى بأولويات مصر فى المرحلة المقبلة والمشروعات المعروضة لخدمة هذه الأولويات لجذب الاستثمارات، الأمر الثانى، رضاء الحضور بما أقدمت عليه الحكومة المصرية من إصلاحات حقيقية فى قوانين الاستثمار والضرائب وملف الطاقة والدعم لتهيئة المناخ الاستثمارى فى مصر من القمة إلى القاعدة، فمع انتهاء فعاليات المؤتمر سنتوقف عن الفرح والبهجة وتذهب السكرة والنشوة، ثم تأتى الفكرة والتوقف للدراسة والمتابعة لما حققناه فى المؤتمر.. وهذا هو الرهان الثانى والثالث.
