لم يشهد مراسل الجزيرة فى شرم الشيخ أمس الأول إلا الإجراءات الأمنية المشددة وتحليق طائرات الأباتشى، ولم تصغ القناة إلى كلمات رموز البشرية التى أكدت دعمها لمصر المقبلة، ولم تأخذ من كلمة السيسى غير «مصر لم تتخلف عن الوفاء بالتزاماتها المالية أو تعهداتها الدولية»، وكتبت أن رافضى الانقلاب تظاهروا فى المحافظات ضد «محتلى مصر بالمال»، ومؤتمر «بيع مصر»، واستضافت عددا من المطاريد للتعليق على الحدث الكبير الذى لم تشارك فيه قطر،أحدهم قال: إن المؤتمر مؤامرة على الربيع العربى، تروج الآن لجماعة إرهابية جديدة اسمها العقاب الثورى تتبنى تفجيرات وتهدد الشركات التى قررت الاستثمار فى مصر، منذ فترة طويلة لم أشهد القناة، ولكنى كنت فى حاجة إلى متابعتها بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى، لكى أتأكد أن الكوميديا ليست مأزومة كما يعتقد البعض.
لم أشعر بغضب هذه المرة، لأن ما حدث فى شرم الشيخ كان عظيما وحاسما، جاءت البشرية لتنتخب مصر المكان والمكانة والتاريخ، العرب الأكابر جاءوا وعبروا بتلقائية عن مشاعرهم الصادقة تجاه الشقيقة الكبرى التى لم تخطئ فى حق أحد، الأفارقة جاءوا إلى عاصمة التحرر والرقة، الدافئة التى تفتح ذراعيها بعد سنوات من الجفاء وسوء الفهم، الاستثمارات ليست هى الموضوع هذه المرة، لأننا نعلم أن أوروبا مقبلة على أزمة اقتصادية، وأن انخفاض أسعار البترول أربكت الدول المنتجة له، نجحت مصر لأنها تحب الخير للناس، ولم تتربص بأحد، لأنها صادقة فى فتح صفحة جديدة لكى يعمل شبابها، ويتعلم أطفالها ويعالج مرضاها، اعتقدت الدوحة أنها بمالها وإعلامها وإرهابييها تقدر على إفساد الفرح!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة