إلى بيته الريفى الجميل فى الإسماعيلية يسافر الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى اليوم، بعد أن تحسنت حالته الصحية فى مستشفى الجلاء العسكرى عالية المستوى، يعود إلى أشجاره وأوراقه ليستأنف وظيفته الإنسانية النبيلة، أعداء الموهبة والظلاميون والذين لم يستوعبوا بعد معنى وقيمة الأبنودى روجوا لأكاذيبهم، هم لا يريدون من يفضح خواءهم الروحى حيا، نشر الأبنودى الشاعر على صفحات الأهرام الأسبوع الماضى رواية «قنديلة» القصيرة التى فاجأ الروائيين بها، ذهب إلى السرد بطريقته، كما يذهب بشعره، شعره الذى أرخ لوجدان أهله منذ أكثر من نصف قرن، شعره الذى يصل إلى القلب من أقصر طريق، شعره الذى لا يشبه إلا صاحبه بأحزانه وأفراحه، تأمل: الأرض والعيال والزحمة والفصول على سبيل المثال لتعرف من هو الشاعر الذى يمسك بقلبك وتستسلم له وتصغى إلى أجمل ما فى بلادك من مشاعر، هو من شعراء الإنسانية الذين أعلوا من أشواق شعوبهم.
الأبنودى متعه الله بالصحة سبب مشكلة لأنصاف المواهب، وهذه ليست مشكلته، الذى تمنى رحيله لا شك مريض ولا أمل فى نجاته، هم غاضبون بسبب محبة الناس له، الخال والأستاذ والصديق فى بيته وسط أسرته الرائعة يدندن مع عمار الحبيب: على كتف صاحبى باتكى.
وبابكى لو جوايا دمع يتبكى
أنا ما فرحت إلا بكى
ولا بكيت إلا وكل الكون بكى
وحياتى مشوار الرحيل
منك لكى
يا طيبة
يا قاسية القلب
فى سكتك حتى العذاب يتحب
ماقولشى غير ليا وليكى رب
لا تشتكى منى ولا اشتكى
يكفانى ما بيا ويكفى ما بكى