تَرْنِيمَةُ دِمَشْقِ الطَّرُوبِ: وَلِلْحِكَايَاتِ صَدَى..

المطربة السورية بادية حسن لـ«اليوم السابع»: أنبش حاليا بقصائد الأبنودى

الإثنين، 16 مارس 2015 01:04 م
المطربة السورية بادية حسن لـ«اليوم السابع»: أنبش حاليا بقصائد الأبنودى المطربة السورية بادية حسن
مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كَلَمَّا تشدو لاحَ قول محمود درويش «اِغْتَسِلِى يا دِمَشْق بِلَوْنَى ؛ لِيُوَلِّد فِى الزَّمَنِ الْعُرْبِى نهَارُ»، فصوتها أحد الدوال - التى لا تخيب - عن العاصمة السورية، بحضارتها وزهوها، وتشير عليها بكبريائها فى عزّ الوجع، إنّها المطربة السورية بادية حسن.

تعمل بادية، حاليًا، على الانتهاء من تسجيل إسطوانة غنائية بِالتَّعَاون مع مجلة «دُبى الثّقافيّة»، تضم أغنيات من تأليفها، وقصائد لمولانا جلال الدين الرومى، والشّاعر أُنسى الحاج، وآخرين. وفى حديثها لـ«اليوم السّابع» من مدينة اللاذقيّة بالساحل السورىّ، تقول «أنبش حاليًا بقصائد الأبنودى، وأعيد قراءتها لاختيار نصّ أغنيه الفترة المقبلة»، مؤكدة أنّها ستغنى فى القاهرة قريبًا.

تُغنى بادية دمشقَ، قبل أن تغنى لها، فنعرف من الكلمات واللّحن والأداء ملامح العاصمة السوريّة، ولتشهد بنفسكَ صخرَ قاسيون، وتذهب لجنَّةِ الغوطة، وتلمس بيديك مليكة الشّرق، بهيّة العطر، شقيقة الرّوحِ، وتلج مِن سبعِ بوَّاباتٍ تَفْتَحُ للحبِّ نافذةً، وللحكاياتِ صدى.

بَادِيَةُ كَدِمَشْقِ.. لَا تَعْبَأن بِاِثْنَيْنِ؛ الْجَلَاَّدِين وَالضَّحَايَا «خليهون مُخْتَلِفِين»


بدأت بادية حسن الغناء منذ سنوات بعد أن هجرت الهندسة، عُرفت بتقديم أغانى الشّيخ إمام، وأحييت مؤخرًا حفلًا على خشبة «المركز الثقافى الروسى» فى بيروت، وصفته الكاتبة عناية جابر بـ«بادية ترطّب روحها بالشّيخ إمام». فيما تشير بادية عن إمام بـ«الفنّان الفطرى، الذى أرّخ بتجربته الثنائيّة مع الفاجومى أحمد فؤاد نجم لمرحلة مهمة من تاريخنا العربىّ، وأتذكر حين كنت بالمرحلة الثانوية وأول حفل شاهدته للشيخ إمام بسوريا، جلسنا على الأرض لنسمعه، بعد أن امتلأت المطارح»، وعن موسيقاه توضح بادية «فطرية الشيخ إمام كما تطربنا، تتعبنا، وقت البروفات بتطّلع روحنا، مع ألحان فنّان يجود فى الأوزان بـ"كيفه"».

بين دمشق وصوت بادية حسن روابط وثيقة، كلاهما كما يقول مُظَفَّر النُّوَّاب لا تعبأن باثنين «إِنّهَا دِمَشْق لَا تَعْبَأ بِاِثْنَيْن: الْجَلَاَّدِينَ وَالضَّحَايَا، تؤرشفهم وَتُعِيدَهُمْ بعد لِأَىّ عَلَى شَكْل مُنَمْنَمَاتِ تَزَيُّن بِهَا جُدْرَانهَا أَوْ أخبارًا فِى صَفْحَاتٍ كُتُبهَا»، فيما تقول بادية «أوعا تفكر بلى صار، وترجع تحكينى أخبار، أنا ما بدى سياسة ولا بعمرى بحب الكراسى، خليهون مختلفين لحتى تمر السّنين ويضلو هالقلب قاسى».

تستكمل بادية حديثها «الحرب فى سوريا مؤكد راح تَتَوَقَّف، وستذهب أوزراها، وستبقى سوريا، بحضارتها، بالتالى فهى تحتاج الآن، إلى كلّ الأيادى البيضاء التى تحافظ على هويتها الحضارية أن تشتغل فيها، وليس معنى وجود الدمار والوحشية أن نتوقف عن العمل والغناء، وأحس أنى "مُقاتلة" مطلوب أن تعمل فى مثل هذه الظروف، فالفنّان كالجّندى بالجّبهة كلاهما يدافعان عن البلاد وهويتها»، تختصر تمسكها بالغناء قائلة « أَنَا مَا فى أَتَنَفّس إذاَ مَا غَنَّيْت».

بين فيروز وبادية ثمة متشابهات، لا أحبّ تسميتها بفيروز سوريا، فكل تجربة واحدتها، والتجارب لا تتكرر ولا تُعاد. حين زارت فيروز دمشق "عاصمة الثّقافة العربيّة" عام 2008 لتقدم «صح النوم»، فى توقيت توترت فيه العلاقات بين القيادات السياسيّة فى بيروت ودمشق، فغنت بادية «إلى فيروز»، لتساهم فيما عُرف وقتها بترميم جسر الوجدان الشعبى، وإعلان التبروء من السياسة.

بَادِيَةُ حُسْن: تَتَنَوَّعُ أَغَنِيَّاتُى وَأَشْدُو لِهزّ الْوَسَط بِالْمعَنَّى الرَّاقِى


تصرُّ صاحبة أغنيّة «إلى فيروز» على الغناء الملتزم، وتقديم الأعمال الْفَنِّيَّة الرّاقية، المتسمة بالروح الكلاسيكيّة والطرب، ساعدتها فى ذلك خامات صوتها وإمكانياتها الْفَنِّيَّة، ووعيها بالجملة الموسيقية وعذوبة الكلمة. ومع هذه الجديّة توضح الحاصلة على جائزة أفضل ترنيمة فى مهرجان قيثارة الروح 2010 عن أغنية «مريم البتول»، «كَرّستُ التنوع لأكون قريبة من الناس، ولأهرب من التأطير كمطربةٍ لا يسمعها سوى المثقّفين والنّخب الْفَنِّيَّة، بالتالى عندى أعمال تحاكى الشباب، واللون العاطفى "مو" كله وطنى، عندى أعمال "هزّ وسط"، أسجلها الآن، المهم أن تكون الأغنية ملتزمة، غير جوفاء ولا مبتذلة».

لا يلتفت كثيرون إلى بادية بوصفها شاعرة وملحنة بجانب كونها مطربة، ألفت ولحنت ما يزيد عن الثلاثين أغنية، فى رأيها الأمر «المجتهد يعنى له الجوانب الإبداعية الأخرى، فيما لا يهم عند قطاع كبير من الجمهور سوى الصوت والأداء، حتى بعض المهتمين لا يلتفتون إلى أنى ألحن وأنظم القصائد، فبعد أغنية "شام" وهى من ألحانى اتصل بى ملحن سورى يسألنى عن الملحن؟». وعن العمل مع كشاعرة وملحنة مع مطربين آخرين تضيف بادية «معنيّة بالأصوات الشّابة، وعندى رغبة فى التعامل مع جيل الشباب والطاقات الجديدة، وأعوّل عليها كثيرًا».


















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة