ردا على فتوى عدم جواز ضرب التلاميذ بالمدارس.. المدرسون يطالبون بفتوى لحمايتهم من التلاميذ البلطجية وعلماء النفس: لابد من تغيير منظومة التعليم

الإثنين، 16 مارس 2015 06:23 م
ردا على فتوى عدم جواز ضرب التلاميذ بالمدارس.. المدرسون يطالبون بفتوى لحمايتهم من التلاميذ البلطجية وعلماء النفس: لابد من تغيير منظومة التعليم دار الإفتاء المصرية ـ أرشيفية
كتبت نهير عبد النبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المدرسة تربية وتعليم هدف سامى يهدف إلى إعداد جيل يحمل مستقبل أمته لذلك لم يختزن عميد الأدب العربى طه حسين جهداً فى جعله مجانى فى كافة مراحله، كما قال فى جملته الشهيرة "العلم كالماء والهواء حق لكل مواطن" لكن الآن أسىء تلقين الحق إلى طلابنا فسقطوا ضحايا العنف والقسوة، آخر هؤلاء الضحايا إسلام شريف الطالب فى المرحلة الابتدائية لقى مصرعه أثر تلقيه ضربة على رأسه بعصى أستاذه ليلقى مصرعه أثر إصابته بنزيف حاد فى المخ.

انقلبت الأمور وهبت بعض مؤسسات الدولة لحماية أبنائنا من طلاب المدارس وحملة مشاعل مستقبل مصر، وعلى رأس تلك المؤسسات دار الإفتاء المصرية التى خرجت علينا بفتوى مفادها "إنه لا يجوز ضرب التلاميذ فى المدارس وأنه لولى الأمر منع الضرب فى المدارس بمراحله المختلفة بل وتوقيع العقوبة على ممارسيه".

وأكدت الدار أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو المعلم الأول، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلاً قط، وهو الأسوة والقدوة الحسنة الذى يجب على المعلمين أن يقتدوا بسيرته الكريمة العطرة فى التربية والتوجيه، كما قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا"، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، إلا أن يجاهد فى سبيل الله، وما نِيلَ منه شىءٌ قطّ فينتقم من صاحبه، إلاّ أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم».

وأثارت الفتوى جدلا كبيرا بين المدرسين فمنهم ما رجح ذلك ومنهم من انتقدها مبررا سلوك الطلاب السيئ ولا بد من عقاب صارم، والضرب أكثر وسيلة فعالة معهم، وقد صرح بعض المدرسين "لليوم السابع" عن آرائهم فى الفتوى، حيث قالت أستاذة "ميرفت السيد" مدرسة العلوم: "اتفق مع الفتوى تمام، ولكن أكثر الطلاب تتعامل بعنف مع المدرسين وذلك نتيجة لمشاهدتهم الكثيرة للتلفزيون والإنترنت فأنسب وسيلة للعقاب هى خصم درجات أعمال السنة أو دفع مبلغ مالى للمدرسة أو تنظيف الفصل، وبدورنا كمدرسين يجب أن نشجعهم على سلوكهم الجيد.

ومن جانب آخر قال "رزق عبد الرازق" مدرس رياضيات "عقاب الطفل لا بد أن يكون فى حدود فأنا أرى أن الضرب ضرورى ولكن فى حدود فلا يجوز أن أقوم بضرب تلميذ حتى الموت فهذا لا يناسب الطريقة الآدمية للتعليم فمن الممكن أن أرهبه فقط بالعصا أو أعاقبه بالدرجات حتى لا يكره التعليم، ولكل مرحلة تعليمية عقاب ففى المرحلة الثانوية أفضل عقاب لهم عن طريق الإدارة التعليمية بالفصل أو الحرمان وهكذا.

وفى حين آخر قالت "نوال كامل" الأخصائية الاجتماعية بمدرسة السيدة خديجة الثانوية بنات "أنا لا أرى أن المدرسين يقوموا بضرب التلاميذ بل بالعكس الطلاب فى المراحل الإعدادية والثانوية أسلوب التبجح والعنف هو المسيطر عليهم وحتى المرحلة الابتدائية أكثر الأطفال سلوكهم سىء، بل لا بد من وجود قانون ليحمى المدرسين من سلوك الطلبة، فأنا أطالب بوجود قانون لعقاب الطالب إذا أخطاء فى معلمه، ففى المدرسة نعاقب الطلبة بإستدعاء ولى أمر أو فصل فقط ولكن لا يوجد ضرب إطلاقا، فالمدرس الذى يقوم بضرب التلميذ بهذه الطريقة الوحشية يكون غير سوى نفسيا فقط لا غير.

ويقول أستاذ على محمد: "لا يوجد عقاب للطالب نهائيا فى حالة الشغب أو سوء الأدب حتى الفصل لا يكون أكتر من أسبوع وهذا ما يحبه الطالب الفاشل السىء المستوى فلا يمكن أن يرسب أكتر من مرة فقط وإجبارى أن ينتقل إلى المرحلة الأخرى فلا يوجد قانون يحمى المدرس من بلطجة الطالب وأهله إذا كان الطالب لدية 50%من الدرجة أعمال سنة ولو أخد أقل من 75% من الدرجة يتطاول على مدرسة حتى الامتحان التحريرى الإدارة ترفض النتيجة أقل من 80% ويجبروا المدرسة أن ينجح الطالب بحجة أن لا يوجد أماكن، فلا ينقص غير أننا نضرب من الطلبه، فنحن أيضا لدينا كرامة ويجب أن يوجد قانون ليحمى المدرسين.

وفى هذا الموضوع تقول ثريا عبد الجواد أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس "أرفض أن تدخل دار الإفتاء فى العملية التعليمية فأصبحنا الآن مجتمع يعتمد على الفتاوى فى كل أمور حياته وهذا خطأ، فيجب أن نلجأ إلى الفتاوى فيما يخص أمور الدنيا والعقيدة والفقه والفتاوى الدينية فقط، أما فيما يتعلق بالحياة العامة والمواطن فأنا أرفض هذا.

وتضيف: أما عملية الضرب بالنسبة للطلبة فانتشرت الحوادث فى الفترة الأخيرة بخصوص هذا الموضوع، فيوجد قوانين محلية ودولية تحرم الإيذاء البدنى خاصة المرحلة العمرية الصغيرة، فهذا يولد عنف لدى الأطفال ويؤدى إلى هروبهم من المدارس خاصة الطبقة الفقيرة التى تعانى من عنف الأسرة معهم فى المنزل وعنف المدرسين فهذا يدمرهم ويكرهم فى التعليم ويخلق أطفالا شوارع ويهدد مستقبلهم.

وتضيف: فيجيب منع الضرب فى المدارس ويكون العقاب بالتوجيه ولكن يجب أن يتم تغير المنظومة التعليمية أولا فلا يمكن أن أحكم على المدرس بمنع الضرب وهو يعانى من المنظومة التعليمية وازدحام الفصل وأهانه الطالب له فيجيب أن يتوفر الاعتدال بينهم.

فمن الضرورى أن يراعى السياق التى يطبق فيه القانون فيوجد الكثير من القوانين تمنع تشغل الأطفال الصغار فى حين أن الكثير من الاطفال تعمل فى حرف متنوعة مثل الميكانيكا، السباكة، النجارة وغيرها، فلا بد من توفير الظروف المهيأة للقاعدة القانونية وتعديل سلوك كل من الطالب والمعلم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة