هل تعنى لغة الأرقام شيئاً فى المؤتمر الاقتصادى؟
الأرقام فى حد ذاتها لا تعنى شيئا إذا لم تقرأ وتفسر المعانى التى تتوارى خلف جفافها، من هنا نقرأ أرقام المؤتمر بالتحليل والتفسير لندرك دلالتها ومعانيها الحقيقية، معناها السياسى قبل المعنى الاقتصادى.
فى اليوم الثالث والأخير تحقق ما فاق التوقعات قبل انعقاد المؤتمر سواء من حيث عدد الضيوف من الرؤساء والقادة وكبار المسؤولين من دول العالم أو من الشركات والمستثمرين من الدول والأفراد أو من حيث حجم وعدد الاتفاقيات وقيمتها. بالتالى فللأرقام لغة أيضا تتحدث بها لكنها ليست لغة جامدة وعادية وخافتة وإنما لغة زاعقة وصارخة بحقائق الواقع التى يفرزها انعقاد المؤتمر وكشف عنها للعالم.
حسب وزير الاستثمار أشرف سالمان بلغت قيمة العقود التى تم توقيعها بالفعل 15 مليار دولار، و33 مليار دولار عقود بنظام التنفيذ والتمويل ثم 92 مليار دولار قيمة مذكرات التفاهم و5.2 مليار دولار منح وقروض، بما يعنى أن قيمة الاستثمارات الإجمالية حوالى 142 مليار دولار،علاوة على قيمة استثمارات العاصمة الجديدة، 45 مليار دولار، دلالات الأرقام كثيرة وهى رسالة لمن راهنوا على فشل المؤتمر وعجز مصر عن دعوة كل هؤلاء القادة والزعماء وحضور هذا العدد الضخم من الشركات العالمية الكبرى الأمريكية والألمانية والإنجليزية والصينية والروسية إضافة بالطبع إلى الشركات العربية ورجال الأعمال العرب.
من راهنوا على الفشل خاب ظنهم وسقطت رهاناتهم وأصيبوا بخيبة أمل لو يعلمون عظيمة، فلوا أرادوا دليلا على فشلهم فليراجعوا المشهد منذ اليوم الأول والثانى حتى المشهد الأخير الذى وقف فيه القائد يخاطب شعبه ويؤكد أن مصر تستيقظ الآن كالمارد الذى يبتلع أمامه كل من يتآمر وكل خائن لهذا الوطن، عليهم الآن أن يتوقفوا عن عبثهم وإرهابهم وليعودوا إلى جحورهم فالمارد قد انطلق وويل من يحاول إيقافه أو عرقلته عن مسيرة البناء والإنجاز.
كما قلت فى البداية الأرقام لا معنى إلا بقراءتها جيدا. واقرأوها جيدا حتى تدركوا ماذا فعلت مصر وماذا حققت وكيف أدهشت وأذهلت وأبدعت.