وبكى مصطفى رفعت فى «ليالى الحلمية» الذى هو محمد وفيق فى الحقيقة، حين نظر إلى صورة جمال عبدالناصر قائلا: «أمانة عليك يا كمال تقول له، أنا لسه مصطفى رفعت اللى شال عمره على كفه فى القناة»، كان يبكى ضلال طريقه الذى جعله واحدا من رجال المشير عبدالحيكم عامر، حتى وقعت نكسة 5 يونيو 1967 فجلس فى بيته ينتظر مصيره، ولما جاءه صديقه كمال خلة (شوقى شامخ)، راح يحاكم نفسه أمامه باكيا حاله الذى نقله من دنيا إلى غيرها.
كان محمد وفيق بديعا كعادته فى أدائه لهذا المشهد، فى تعبيرات عينيه انكسار حقيقى، وفى حركات جسده شخص مستسلم لقدره، وفى نظراته إلى الصورة مناجاة متوسل، وفى الإجمال تصدق أنك أمام شخص يعيش لحظة فارقة، سيعود منها إلى أصله الحقيقى كمناضل أعطى لبلده.
ولما رأيته بعد عرض هذا الجزء من المسلسل، وكان بصحبة الصديق المبدع الأستاذ أسامة أنور عكاشة رحمه الله، حدثته عن إبداعه فى أدائه عامة، وهذا المشهد خاصة فعلق: «ده مكنش تمثيل، أنا كنت عايش الحالة بجد، كأنى واحد من رجال المشير فى الحقيقة، وكأنى بتكلم مع عبدالناصر العظيم بجد»، ونظر إلى أسامة مضيفا: عم أسامة كان بيكتب بعبقرية، وأنا كنت بقوله: «اشجينى، اشجينى يا أسامة، أسامة بيكتب عن دراما جيلنا اللى عاش الحقيقة، وبعد كده جاءوا اللى باعوا كل حاجة وتاجروا فى كل حاجة»، تأثر كثيرا من قولى له أنه خطف قلبى منذ أن استمعت إليه، يلقى بصوته الرخيم مع الفنان نور الشريف مقاطع من قصيدة «مديح الظل العالى» للشاعر محمود درويش على المسرح العائم عام 1985.
وضحك «الخديو إسماعيل» فى «بوابة الحلوانى» الذى هو محمد وفيق فى الحقيقة، حينما نظر إلى وزيره «إسماعيل المفتش» متسائلا: «هى أم ديلسيبس بتبيع زبدة فى مرسيليا ولا لأ»، كان أداؤه فى هذا المسلسل رائعا فساهم فى تغيير الصورة النمطية للخديو فى الذاكرة العامة، وبنفس الروعة أدى دور «عزيز الجبالى» فى رأفت الهجان، رحم الله محمد وفيق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة