تعال نجربها اليوم بالعامية..
فى الفترة الأخيرة كلنا كنا مكشرين، مهمومين، النهارده من حقك تفرح، لأن وزير الاستثمار بيقولك اطمن المؤتمر نجح وإن حصيلة إجمالى مذكرات التفاهم، التى وقعتها الوزارات خلال أيام المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، بلغ 175 مليار دولار، يعنى باختصار الكام سنة اللى جايين هيبقى فى شغل على أرض البلد دى يعنى العجلة خلاص بدأت تمشى لكن المشوار لسه طويل.
عشان كده بقولك افرح بس من غير ماتخون الناس اللى بتقولك «افرح بس بحذر» من غير تهليل ولا تطبيل، النهارده من حقك تكون سعيد بالمؤتمر بس من غير ما تهاجم الناس اللى عندها ملاحظات أو انتقادات لبعض مشاريع المؤتمر، النهارده من حقك ترقص لأنك للمرة الألف من 30 يونيو وحتى الآن بتهزم الإخوان وبتأكد لهم إن مش الانقلاب هو اللى بيترنح لأ ده تاريخ ومستقبل الجماعة هو اللى بيترنح ترنح السكارى والمغيبين ومجاذيب عودة مرسى القصر بكرة العصر.
فى اليوم الختامى كان فى إطلالة مختلفة لرئيس الجمهورية، الكلمة الختامية للرئيس جاءت خارج كل التوقعات، لكن أهم نقطة التى لا تقل أبدا عن أهمية المؤتمر الاقتصادى نفسه هى العبارة التى قال فيها الرئيس:
«الشعب المصرى العظيم قدر يغير فى 25 يناير، وقدر يغير التاريخ فى 30 يونيو.. ولو عايز يغير الرئيس دلوقتى تانى هيغير»، وعلق الشباب المحيطون به: «لا ياريس». فرد وقال «لا ازاى.. يقدر ويقدر بس أنا مش هستنى مش هسيب الناس توصل للمرحلة دى».
واعمل لى هنا وقفة وهات قلم وتعال نحط نقطة ونتكلم من أول السطر، ليه الجملة دى مهمة؟ هقولك أنا، إحنا روحنا عملنا بحث عن الكلمة دى أو المعنى ده، معنى إدراك الرئيس أن الشعب قادر على تغييره فى أى وقت لو محققش أحلامه، وجدنا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كررها فى الشهور السبعة اللى فاتت من حكمه حوالى 16 مرة يعنى بمعدل مرتين كل شهر، وكأنه بيذكر نفسه أنه جاء بإرادة الشعب، وإرادة الشعب وحدها هى اللى تقدر تمشيه، وكأنه بيذكر الشعب المصرى بقوته وقدرته على التغيير، وكأنه بيعترف للناس أنه أصبح يفهم قواعد اللعبة الجديدة فى مصر، وأن الفكرة الأسطورية «باق طالما فى القلب نبض بتاعت مبارك» أصبحت من الأساطير ولا تفلح مع شعب أصبح يعرف طريقه فى التغيير سواء عبر الميادين أو الصناديق.
هتقولى جميل وإيه الحلو فى كده؟! هقولك: الحلو إنك تعرف قدرتك كشعب، إنك تعرف قدرتك كمواطن صوته بقى مسموع، إنك تفهم أنه لولا 25 يناير لما كان للمواطن إنه بيخلى رئيس الجمهورية يفكر فى الشهر مرتين حول ضرورة تحقيق أحلام شعبه عشان قرار جلوسه على الكرسى بإيده، وقناعة الرئيس بأنه تحت رقابة الشعب تعنى أنه سيكون أحرص الناس على عدم الخطأ علشان يتفادى مصير اللى قبليه، والمهم استخلاصه كمان من هذا المعنى أن رئيس مصر يبدو وكأنه تعلم من الدروس اللى قبل كده، واللى لازم تعرفه كمان إن مصر بتعيش إنجاز كبير جدا، إنجاز الانتقال من مرحلة الرئيس اللى بيظن إنه كاتم فوق النفس لـ30 سنة وأكثر وبيتحكم فى الجميع، إلى الرئيس الذى يعرف أن مصيره مرتبط بشعبه، ودى أول خطوة فى تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة