هذا المقال، الثانى على التوالى، الذى أتحدث فيه عن حوادث أبطالها أطفال، المقال السابق كان يتحدث عن حادثة أتوبيس ضحاياها أطفال أيضا.
الأطفال فى المدارس يلقون ربهم بميتات بشعة مصيرهم (حادثة أتوبيس أو مسمومين، أو مدرس غير سوى، وغير مؤهل ونتيجة التقارير.. (أفضى إلى الموت) هذا يحدث ومازال يحدث ولن يتوقف دعونا نستدعى (لماذا لن يتوقف) فى نهاية المقال، الإهمال، إهمال مدرسين غير مؤهلين للتربية قبل التعليم، إهمال إدارات غير مسئولة وليست لديها رؤية.
قصة الطفل إسلام جمال، تلميذ مدرسة شهداء بورسعيد، الذى اشتهرت قصته، مع جثته، مع تقرير الطب الشرعى، ببساطة (مات الطفل فى المدرسة نتيجة نزيف فى المخ ناتج عن ضرب مبرح)، كل مرة أكتب فيها عن قصص الأطفال أشكر الله على أنى لم أرزق بأطفال حتى هذه اللحظة، ليس لدى أدنى استعداد أو ضمير على ارتكاب أو تخيل جريمة مصائر طفل بهذه البشاعة.. حوادث الطرق (الأتوبيس مع القطار)، التسمم، سقوط شباك، سقوط بوابة، ضرب المدرس الذى أحيانا يفضى إلى موت والضحايا أطفال أبرياء (كانوا بيتعلموا)، هل السبب فى انتقاء القدر لأشخاص جهلة ليس لديها أدنى فكرة عن التربية!!
تقرير الطب الشرعى الخاص بإسلام جمال بعد تشريحه يدل على أن الوفاة نتيجة إصابة رضية يمين الرأس ونزيف تحت الأم الجافية بالمخ بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح.
إدارة المدرسة إدارة فاشلة بالثلث وبامتياز فى التعامل مع الكوارث والمصائب والجثث، من السبب فى وجود (جثة) طفل بالمدرسة؟ هل هو المدرس وحده، أم قضاء وقدر.. قضاء وجود هؤلاء الشخصيات غير المؤهلة، للتربية والتعليم، وقدر الأطفال فى وجودهم وفى ملاقاة حتفهم؟!، قبل أن يكون هناك جثث نتيجة للضرب المبرح، ما أعلمه أن ضرب التلاميذ انتهى فى المدارس من عشرات السنين، لكن الواقع شىء وقرارات السادة المسئولين فى الأدراج لا تطبق.
إدارة المدرسة تعاملت مع الواقعة باستهتار بنظام (الطرمخة) نكرم القتيل ونبعد الجثة، عندما سقط الطفل تركوه ينزف مستغرقين الوقت فى الاتصال بأسرته ابنكم سقط تعالوا خذوه.. التهرب من المسئولية فـ(القتيل مسئولية أهله)، أحنا مالنا(لسان حال المدرسة)، ليس هناك منظومة، ولا إدارة سليمة، ولا آليات تنفيذ، ولا مواجهة عيوب، ولا منع جريمة وجرائم سببها العامل البشرى (المعلم)، وعوامل أخرى نتيجتها لا تختلف سقوط ضحايا.
المستفز فى الموضوع تصريحات المسئولة والمسئول، الإدارة ونوعها نوع العقلية التى تدير، ثقافتنا فى التعامل مع المشكلات فى حد ذاتها، (مشكلة) تعاطفهم لوحده، أما تصريحات المسئولات والمسئولين جريمة يحاسبون عليها.
ما نشر عن قاتل التلميذ ثقافة الإدارة (طيب ومتدين) بأمارة أيه!! أصل المدرس (بيصلى وعارف ربنا) وأنا مالى، (محترم ومابيشربش سجائر) ده لنفسه، ولجهازه التنفسى أيه علاقته بالتعليم، أصله (مابيديش دروس) مواضيع وجمل ترفع الضغط وبلغة قائليها، كلام فارغ هل هذه هى ثقافة التعامل مع (وقوع ضحايا.. اختلاق أعذار).
هل هذا رد فعل ناس على أى قدر من التعليم، أم هذا كلام بناء على ثقافة الكتاب(بضم الكاف)، من وراء هذه الجمل الباهتة المتهالكة، إبعاد المسئولية ونفى أى تقصير، ومحاولة الهروب مع تأكيدهم أن السيد الوزير يتابع كل التفاصيل بنفسه وحتى لو هناك اهتمام من الوزير نفسه.
هل تعاطفهم ومتابعة الوزير بعد وقوع الكارثة سيرجع إسلام القتيل؟؟ لا يهمنى متابعات بعد خراب مالطة، هل تفهمون العقلية، التى تديرنا وتحكم التعليم فى مصر ونعود فنشتكى من تردى التعليم، عقلية الإدارة فى مصر تعتمد على رد الفعل (هناك شكوى، هناك قتيل، هناك كوارث).
العقلية قدرية تتعامل مع الجريمة بعد وقوعها لذلك لن تتوقف حوادث قتل الأطفال، كل ما سيتغير خارج القضية الجنائية سيكون منع المدرس من التدريس، أو فصله، ورفده، أو حبسه حتى لا يضر تلميذا مرة أخرى) ونفس الشىء، مع سائق الأتوبيس، والقطار، ومورد الأغذية الفاسدة، وتلك ثقافة إدارة ما بعد وقوع الكارثة .
ابحثوا عن منظومة ناجحة قوية تطبق بحسم، إصدار قرارات فورية تمنع وتعاقب على كافة أشكال العنف داخل المدارس، ووضع مراقبين لمراقبة جودة العملية التعليمية، وخلق آليات تتأكد من التنفيذ، ليس هناك نظام، ولا آليات، ولا أهداف والموضوع عشوائى لا تلتفوا إلى كلام السادة المسئولين، الذى لا يخلو من الجدية لأنه كلام والسلام. التفتوا (إلى النتيجة) إلى تقرير الطب الشرعى!! إصابة بخلفية يمين الرأس، ونزيف تحت الأم الجافية بالمخ بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح !!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة