حوادث الاعتداء على أطفال الشوارع فى مصر لا تتوقف، ولا أحد يتحرك لإنقاذ هؤلاء الأطفال، ولم تقدم الحكومة رؤية وبرنامجا لعلاج هذه الظاهرة المسيئة لمصر ولشعبها.. ومع كل حادثة مثل حادثة الاعتداء الجنسى على حوالى 30 طفلا من أطفال الشوارع فى أحد المطاعم بمنطقة الأزبكية من شخص اعتاد الإعلام على منحه لقب «التوربينى»، لن أخوض فى مخاطر ظاهرة أطفال الشوارع التى أصبحت قنبلة موقوتة تنفجر كل لحظة ويعاد شحنها لتنفجر من جديد فى وجه المجتمع والحكومة والدولة وتتحول إلى وجع فى قلب المجتمع المصرى الذى عجزت جمعياته الأهلية ومنظماته المدنية ومؤسساته الحكومية عن علاج ظاهرة أطفال الشوارع أو الحد منها.
ومنذ أسابيع قليلة كان هناك نزاع كلامى بين وزيرة التضامن الدكتورة غادة والى وإحدى الجهات الحكومية حول أعداد أطفال الشوارع فى مصر دون الدخول فى عمق الظاهرة وطرح برنامج رغم التصريحات الطيبة من الوزيرة بأن هناك «اهتمام رئاسى وحكومى لحل الظاهرة»، لكن مازال الواقع لا يعكس هذا الاهتمام، والأطفال فى كل مكان فى مصر يتعرضون لأوضاع غير آدمية وآخرها «توربينى الأزبكية»، سواء كان هناك 16 ألفا أو مليونا طفل مشرد من أطفال الشوارع، فهذا معناه أن القنابل ليست فقط فى أيدى الإرهاب وإنما فى وجود هذه الأعداد فى شوارع المحروسة.
الدول النامية التى وضعت خارطة خروج من أزماتها الاقتصادية، لم تتجاهل أطفال الشوارع، بل وضعت برامج لتأهيل هؤلاء الأطفال وتدريبهم وتعليمهم ليكونوا إضافة لقوة العمل والإنتاج، ولا أعرف لماذا لا يتم تشجيع وتجميع هؤلاء الأطفال فى معسكرات تدريبية أو مراكز التشييد والبناء والمراكز الأخرى المهنية التابعة لوزارات وهيئات حكومية والمنتشرة فى مصر لتعليمهم الحرف المهنية المطلوبة لسوق العمل وخاصة فى المرحلة الحالية بعد أن أعلنت مصر عن حزمة مشروعات عملاقة تحتاج إلى أيدٍ عاملة مؤهلة ومدربة، فهل هناك صعوبة فى تنفيذ هذه الفكرة لتكون نواة للتجربة المصرية لعلاج ظاهرة أطفال الشوارع؟ إذا كانت هناك صعوبة يا سادة فى تنفيذ تجربة مصرية خالصة لعلاج ظاهرة أطفال الشوارع، فاستعينوا بالتجربة الصينية أو البرازيلية أو الأرجنتينية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة