وعلى الحكومة دعم الدراما مثل "رغيف العيش"..

مجدى صابر: مسلسلات الدعارة والمخدرات تقدم المجتمع بصورة سيئة

الخميس، 19 مارس 2015 09:34 ص
مجدى صابر: مسلسلات الدعارة والمخدرات تقدم المجتمع بصورة سيئة مجدى صابر ومحرر اليوم السابع
حوار - عمرو صحصاح تصوير - صلاح سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أحمل دائما هموم الطبقات الفقيرة والمهمشة فى كتاباتى لأن ربنا هايحاسبنى على ذلك.. ووعود «محلب» لنا لم تتحقق على أرض الواقع



يُعد الكاتب الكبير مجدى صابر أحد أهم كتاب الدراما التليفزيونية بالوطن العربى، حيث قدم المسلسلات التى ناقش من خلالها العديد من القضايا والتى عبرت عن فكر ووجدان المجتمعات العربية، منها «الرجل الآخر»، للنجمين نور الشريف وميرفت أمين، و«للعدالة وجوه كثيرة» للنجم يحيى الفخرانى، و«أين قلبى» للنجمة يسرا، وغيرها من عشرات الأعمال التى لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا عند عرضها، وهو يواصل التحضير لعدة أعمال جديدة، بعد انتهائه من كتابة الجزء الثانى من «سلسال الدم»، الذى عرض الجزء الأول منه العام الماضى، عن هذا العمل ورأيه فى العديد من القضايا الفنية والسياسية كان لـ«اليوم السابع» معه هذا الحوار.

«سلسال الدم» بجزئيه موضوع صعيدى يرمز لفكرة الحاكم والمحكوم.. فما رأيك فى الوضع السياسى الحالى؟



- أرى أن هناك مشروعات مبشرة للغاية يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، مثل قناة السويس الجديدة، والمؤتمر الاقتصادى، الذى أتوقع أن نتائجه ستكون إيجابية وتفيد البلد كثيرا، فضلا على عدة مشروعات، لكن ما يغضبنى بشدة استمرار الفساد حتى الآن منذ عصر مبارك، فمازال بعض رجال الأعمال ينهبون أموال الدولة، ويتلاعبون بالدولار والبورصة،
كما أن خروجهم من السجون وحصولهم على البراءة أحبط كثيرين، وتواجد بالسجن بدلا منهم شباب تظاهروا من أجل البحث عن حياة أفضل، وهذا ليس ذنب القضاء، ولكن لابد من سد ثغرات القانون التى أخرجت رجال مبارك من السجون وتعديلها فى الدستور بواسطة خبراء قانون، وما يغضبنى بشدة حتى الآن أيضا هو استمرار البطالة، فالشباب القادر على العطاء الآن ينام فى بيته لأن الحكومة غير قادرة على توفير فرصة عمل مناسبة له، فلماذا لم تقم الحكومة بتوزيع أراضى الصحراء على الشباب لاستصلاحها وإقامة مشروعات بها؟ ولماذا لم تقف بجانبهم حتى الآن؟ فالشباب هم من قاموا بالثورة لكن لم يتغير شىء، والصين رغم أنها مليار ونصف مليار نسمة، لا تعانى من أى بطالة، وهذا يؤكد أن هناك أشياء كثيرة فى مصر تدار بشكل خاطئ أتمنى أن يعيها الرئيس السيسى.

وماذا عن «سلسال الدم 2» وإلى أين وصلت معدلات التصوير والكتابة؟


- تم الانتهاء من تصوير %50 من أحداثه وأواصل حاليا كتابة الحلقتين الأخيرتين، وأنتهى منهما نهاية مارس الجارى، والعمل يعد أول تجربة فى الدراما الصعيدية لى، كذلك أول عمل أكتبه أجزاء، وهنا مسألة الجزءين كانت فى غاية الأهمية، خاصة أن العمل أحداثه تدور فى 30 عاما، وتمت كتابته منذ عام 2009، وتناولت من خلاله فكرة الحاكم الظالم وكنت أقصد مبارك، وهذا جسدته فى شخصية رياض الخولى «العمدة هارون»، ومصر التى ينشر الفساد والظلم فيها، وهذا رمزت له فى شخصية «ناصرة»، والتى تجسدها الفنانة عبلة كامل، والحمد لله عرض هذا العمل خارج موسم رمضان الماضى، وحقق نجاحا كبيرا، وشجع صناع الدراما على المنافسة بأعمال فى مواسم جديدة بعيدة عن رمضان، لأن رمضان أعتبره مفرمة للكثير من الأعمال الناجحة.

ما تعليقك على الأعمال الدرامية الأخيرة وطبيعة القضايا التى تحملها وإقحام الألفاظ الخارجة التى لا تتناسب مع جمهور المنازل ؟



- للأسف هناك ألفاظ أجدها فى مسلسلات لا يجرؤ صناع السينما على تقديمها بأعمالهم، وهذا أزعجنى بشدة، فى موسم رمضان الماضى، فوجئت بـ5 أعمال كلها تتحدث عن الدعارة والمخدرات، وهذا يصدّر صورة سيئة لمصر فى الخارج، ولست ضد تناول هذه القضايا فى أعمال درامية، ولكن ضد كثرتها وعرضها فى آن واحد، لأننا بذلك كصناع دراما نقول هذه مصر، وفى رأيى أن هذا ما شجع الدراما التركية على التواجد خلال السنوات الماضية بالفضائيات العربية، لأنها دفعت بالجماليات من خلال طبيعة أماكن التصوير المبهرة، والفنانات الحسناوات، وطبيعة الأعمال الدرامية التى تم إنجازها مؤخرا فى مصر واعتمدت على 60 و90حلقة نجحت فى التصدى لمثل هذه الأعمال، ولابد أن أذكر أن الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا، نظرا لوجود عدد جيد من المخرجين والكتاب الشباب بها، فضلا على وجود مخرجى السينما، الذين قدموا صورة رائعة بأحدث تقنية.

العديد من أعمالك الناجحة قدمتها مع هيئات الحكومة المتخصصة فى إنتاج الدراما، مثل قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج، فكيف ترى توقفها عن العمل الآن؟



- للأسف هذا يؤلمنى بشدة، وسببه أن الحكومة لم تقف بجانبها، وتعاملت معها على أنها شىء زائد وغير أساسى لمتطلبات الحياة على الرغم من أهميتها فى تشكيل الثقافة والوعى، ونشر المفاهيم العلمية، ودعم الحكومة لإنتاج الدراما التليفزيونية لابد أن يكون مثل دعم رغيف العيش، لأن دعم طعام العقول أهم من دعم طعام البطون، وللأسف دور صوت القاهرة وقطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامى تراجع بشدة، وإنتاجها العام الماضى كان «صفر»، والغريب فى الأمر أن إحدى المؤسسات الصحفية الكبرى تبنت مبادرة لدعم الإنتاج الحكومى فى الدراما، وذلك كان بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب، وخرجنا من هذا المؤتمر بتوصيات كثيرة، ولم ينفذ منها أى شىء.

وكانت تصريحات رئيس الوزراء وهمية ودون فائدة، وأدعوه الآن إلى أن يهتم بالأمر، خاصة أننا نحتاج أعمالا وطنية ودينية لا يكون فيها خروج عن العادات والتقاليد، وهذا لن يتحقق سوى بدعم الحكومة، خاصة أن الغالبية العظمى من منتجى القطاع الخاص، يبحثون عن الربح المادى فقط، وهو ما جعل كثيرا من الأعمال المقدمة الآن يغلب عليها الصبغة التجارية دون أن تحمل أهدافا واضحة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة