أكد كريم عوض الرئيس التنفيذى للمجموعة المالية هيرميس، أن نجاح المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ يتوقف على عدة معايير، أهمها حجم الحضور فى هذا المؤتمر من المؤسسات العالمية والشركات الكبرى، والمسئولين الاقتصاديين من دول العالم، والمعيار الثانى لنجاح المؤتمر هو حجم الأفكار والمشروعات التى يمكن أن تطرح فى هذا المؤتمر لتنفيذها.
وأضاف عوض أن المعيار الثالث لنجاح المؤتمر وهو درته على جمع أكبر عدد من المؤسسات والمستثمرين والحكومة وجها لوجه فى لقاءات مباشرة ومعرفة احتياجات كل طرف لكى يستطيع تنفيذ المشروعات التى ستطرح فى المؤتمر.
طريق الإصلاح الاقتصادى
وأشار عوض، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن المؤتمر الاقتصادى هو مجرد بداية لطريق طويل من الإصلاح الاقتصادى، وبداية لاستثمارات جديدة، ولا يعتقد أحد أنه بمجرد عقد المؤتمر ستتحول مصر إلى دولة متقدمة وتنتهى كل مشاكلها الاقتصادية، هذا غير صحيح، والمؤتمر هو مجرد بداية فقط ولا نهاية الطريق، لكنه سيكون رسالة جيدة جدا للعالم بأن مصر قادرة على النمو، وأنها بدأت تتغير سواء على المستوى التشريعى أو تحسين مناخ الاستثمار بشكل عام.
ولفت الرئيس التنفيذى لهيرميس إلى أن نجاح مؤتمر شرم الشيخ سيحفز الشركات والمؤسسات الأجنية على دخول السوق المصرى باستثمارات مباشرة، لو استطاعت الحكومة عرض مشروعاتها الكبرى بشكل جيد، مؤكدا أن هذه الاستثمارات المباشرة كفيلة بحل مشكلة سعر الصرف فى مصر، وستسهم بشكل كبير فى القضاء على السوق الموازية للعملة فى مصر.
وأكد عوض أنه متفائل جدا بهذا المؤتمر وأن المجموعة المالية هيرميس، هى أكبر بنك استثمار فى الشرق الأوسط، وأسهمت بتأهيل عدد من المشروعات التى سيتم عرضها خلال المؤتمر الاقتصادى على المستثمرين الأجانب، ترى أن هذا المؤتمر خطوة ضرورية وهامة لتعريف العالم بإمكانات مصر الاقتصادية، ومدى قدرة وجاذبية الاقتصاد المصرى.
فرص واعدة للاستثمار بمصر
ولفت عوض إلى أن المجموعة المالية هيريس استبقت مؤتمر شرم الشيخ بعقد مؤتمرها الـ11 فى دبى بحضور 107 شركات و200 مؤسسة مالية عربية وعالمية، وهو أكبر تجمع لهذا العدد من المؤسسات التى تريد أن تتعرف على السوق المصرى، وهو ما نعتبره مؤشر عام جيد على رغبة العالم فى الاستثمار فى مصر، لكنه ينتظر ما ستقدمه الحكومة ما قبل المؤتمر من إجراءات لتحسين مناخ الاستثمار.
كما أشار عوض إلى أن عدم وجود سوق موازية للعملة فى مصر ضرورى ويساعد على دخول استثمارات مباشرة جديدة للبلاد، وبالتالى فإن إجراءات البنك المركزى للقضاء على السوق السوداء فى الفترة الأخيرة جاءت فى وقتها، ومن شأنها أن ترسل رسائل جيدة للمستثمرين الذين سيحضرون المؤتمر مفادها أن الحكومة حريصة على تحسين مناخ الاستثمار وجادة فى ذلك، من خلال إصلا سوق الصرف.
وأكد عوض أن تراجع أسعار النفط فى العالم لن يؤثر على حجم الاستثمارات المتوقع دخولها للسوق المصرى من المنطقة العربية، كما أنه لن يؤثر على الدول العربية نفسها كما يعتقد البعض، موضحا أن هذه الدول حققت فوائض مالية ضخمة خلال الخمس سنوات الماضية والتى شهدت ارتفاعا كبيرا فى أسعار النفط، وهو ما يظهر فى حجم احتياطيات هذه الدول والذى وصل فى بعضها إلى 2 تريليون دولار، ولذلك فإن ميزانيات أغلب الدول العربية لن تتأثر بتراجع الأسعار بالحجم الذى يعتقده البعض.
تشبع الأسواق العربية
وأضاف عوض أن الأسواق العربية بها حاليا حالة من التشبع فى أسواقها للاستثمارات ولديها فوائض كبيرة فى الاحتياطات النقدية خصوصا لدى الصناديق الخاصة والسيادية، وفى المقابل هناك سوق كبير جدا يعدل كل الأسواق العربية مجتمعة ومتعطش للاستثمار وهو السوق المصرى، ولذلك فمن المؤكد أن تتجه هذه الفوائض المالية التى لا تجد فى أسواقها وسيلة ومكانا جاذبا للاستثمار إلى السوق المصرى المتعطش للاستثمار.
وتوقع عوض أن يرتفع معدل النمو فى مصر خلال الربع الأول من العام المالى المقبل إلى أكثر من 5%، نظرا لحجم الاستثمارات المتوقعة خلال الفترة المقبلة، خصوصا فى مجالات البنية التحتية، والمشروعات الكبرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة