أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

يسرى حسان

الإثنين، 02 مارس 2015 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف يسرى حسان من ييجى عشرين سنة وأكثر، من أيام ما كانت بتلمنا ندوة عمنا محمد جبريل، كنا مجموعة شعرا وكتاب فى بدايات الطريق ومتحمسين لأفكار الحداثة والتجريب وازاى نكتب أشكال جديدة فى النثر والشعر، إزاى نشوف العالم بتاعنا بعيوننا إحنا.

كانت مجموعة شعراء العامية أكبر، مجدى الجابرى، وصادق شرشر، ومحمود الحلوانى، ومسعود شومان، ويسرى حسان، كل واحد فيهم كان مشغول بالعالم من زاوية وشايف منطقته كويس، أما يسرى حسان فكان مشغول أن يبقى «ابن بلد» فى الشعر واضح وبسيط وصافى وصادق.

يسرى حسان أصدر ديوانا جديدا اسمه «عن نفسى» بيكمل فيه سكته اللى بدأها من أكثر من عشرين سنة قصائد صافية وصادقة وتغرك بساطتها لدرجة أنك ماتسيبشى الديوان إلا لما تخلصه فى نص ساعة، لكن بعدما تخلص القراية الأولى تكتشف أنك اتورطت فى عالم كان جواك ومستخبى تحت تراب كثير، تراب العلاقات اليومية المزيفة فى الشارع والعمل والحياة، وتكتشف أنه فى لحظات كتير محتاج ترجعها بعدما كانت هتفلت منك، وتبدأ تقرا الديوان تانى وتالت.

الـ18 قصيدة اللى لمهم ديوان يسرى حسان الجديد، بيحطوك فى حالة الاغتراب اللى بتحاول تهرب منها وتداريها بعشرات التفاصيل الصغيرة والقفشات والحواراث كل يوم فى طريقك من الصحو للنوم ومن النوم للصحو، ولما بتفيض عليك الحالة، بتكتب وتعتبر أنها مسألة شخصية لكائن مش من العالم اللى عايشينه وعليه أنه يتعايش لأن الخيار الوحيد هو المصحة.

فى قصيدة جميلة بعنوان «الدنيا بوخت كده ليه» بيقول يسرى:


«قلبى غضبان على القهاوى اللى خانت ذكرياتى..
قلبى غضبان على القهاوى اللى ضيعت فيها حياتى..
قلبى غضبان على القهاوى اللى نسيت أصلها..
وطلعت نصلها.. ماعادتش تلمنا وندفا..
قلبى يوجعنى لو شافها..
قلبى زعلان من ورثة سعد اللبان..
حرام عليكو الضلمة يا عالم..
حرام عليكو اللبن مغشوش.. والكعك مش منقوش»

وفى نفس القصيدة بيقول:


«روحى فى الشبابيك..
أفتحها تقفلنى..
عايز أعيط كده قدامها..
وأبوس الأرض تحت أقدامها..
عايز حد بجد يعرفنى..
زهقت من أحضان زيفها بيقرفنى..
أنا زى اللى ماسك سلك متكهرب..
زى اللى قالع ملط فى الشارع..
زى العسكرى ساعة الحروب يهرب.. زى الشعر اللى شايع».

يسرى حسان ابن روض الفرج، بيبكى على اللى حصل لمنطقته وناسها واللى حصل لنا كلنا، بيبكى على أيام سودا عتمت حياتنا وحولت الإنسان فينا لحاجة تانية، وحشى، مجنون، تايه استحلى التوهة عن نفسه وبلده، لكنه فى وسط البكا، فى وسط الهجوم على القبح اللى محاوطنا بيدور على أجمل حاجة يعرفها ويبدأ يكتبها ويعليها زى ما تكون طوق النجاة للغريق، كأنه لما يكتب عنها بيحييها من جديد وينجيها من الضياع وموجة القبح العالية.. اللى محاوطانا، وإنه لما يكتبها يحقق لنفسه النجاة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة