كريم عبد السلام

بريطانيا وتقرير الإخوان الوهمى

الجمعة، 20 مارس 2015 01:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن غريبا أن تؤجل الحكومة البريطانية للمرة الخامسة إعلان تقريرها الخاص بشأن علاقات تنظيم الإخوان الدولى بالجماعات الإرهابية والمجموعات المتطرفة فى بريطانيا وخارجها، فالعلاقة بين المخابرات البريطانية وتنظيم الإخوان كما هو معروف ومعلن هى علاقة الأم بطفلها الوليد، وبينهما حبل سرى لا ينقطع.

مصادر فى الحكومة البريطانية أعلنت فى عدة أوقات سابقة أن التقرير يربط بين الإخوان وعدة منظمات خطرة على الحس الوطنى البريطانى، وأن هذه المنظمات قد استطاعت اختراق مؤسسات مهمة فى المجتمع، مثل المدارس والنوادى الاجتماعية والصحف، للترويج لسياسات من شأنها زرع أفكار العزلة والتطرف ومواجهة المجتمع والترويج لها، الأمر الذى يقتضى فرض عقوبات على الإخوان ومصادرة أموال عدد من الجمعيات وطرد مجموعة من الأشخاص الخطرين من الأراضى البريطانية، ولوحت المصادر وثيقة الصلة بالحكومة البريطانية إلى أن التقرير الخاص بالإخوان لن يتم إعلانه بشكل كامل إلا أن ملامحه الأساسية ستكون متاحة، فيما يتعلق بالمجموعات والأشخاص الخاضعين للمساءلة، كما ألمحت تلك المصادر إلى أن بريطانيا فى طريقها لحظر جماعة الإخوان وتجفيف منابعها، إلا أن تلك التصريحات والتلميحات كانت تصدر كلما انكشفت جماعة الإخوان فى مصر أو ازدادت أعمالها الإرهابية، فيما يبدو وكأنه نوع من التبرؤ البريطانى فى الظاهر من دعم الإرهاب.

والحادث أن المخابرات البريطانية والحكومات المتعاقبة لا تسطيع ولا تجرؤ على حظر جماعة الإخوان أو تجفيف منابعها، أو إعلانها جماعة إرهابية، ببساطة، لأن جماعة الإخوان والتنظيم الدولى برمته صناعة بريطانية كما هو معلوم، حيث نشأت من أموال شركة قناة السويس الإنجليزية عام 1928 فى الإسماعيلية، وأول مسجد تم بناؤه لحسن البنا ليكون مقرا له كان من أموال المخابرات البريطانية. المخابرات البريطانية التى تريد مثلها مثل نظيرتها الأمريكية الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط ونهب مواردها وإبقائها فى مرحلة الضعف والتفكك، تراهن على تكرار تجاربها التاريخية فى المنطقة بداية من دعم الثورات العربية ضد العثمانيين لتصب فى مصلحة الإنجليز، مرورا بدعم الأصوليات الإسلامية ضد حركات التحرر الوطنى فى الخمسينيات من القرن الماضى، وانتهاء بدعم الوسطية الإخوانية المزيفة حاليا فى مواجهة الحركات الإرهابية المتطرفة، والهدف دائما واحد، إضعاف العرب ونهب مواردهم والسيطرة على حكوماتهم. وللحديث بقية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة