مد الخدمة بعد سن الـ60 ونفاذ القانون والدستور

لا شك أننا نمر بمرحلة تاريخية بالغة الدقة، عنوانها العمل بجد وتفان لبناء مصر المستقبل، وأعتقد أن الجميع يريد أن يكون عنوان هذه المرحلة الهامة –أيضا- هو العدل ونفاذ القانون دون استثناء لأى أحد، والدليل أن الدستور والقانون حرص على تحديد سن انقضاء مدة العمل بالجهاز الإدارى للدولة -وحتى مدة رئيس الجمهورية تم تحديدها فى الدستور بشفافية ووضوح تام ومنع تعديلها تحت أى دافع أو غاية- وذلك لإعطاء فرصة لضخ دماء جديدة فى شرايين الدولة المصرية وغيرها من مؤسسات الدولة المصرية، وحتى فى تحديد الحد الأقصى للأجور ضرب الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب القدوة والمثل بالالتزام بالحد الأقصى بل تبرع السيد الرئيس بنصف راتبه لبناء مصر، ولكن بعد كل هذا الالتزام من الرئيس ورئيس الوزراء نرى بعض المسئولين يريدون خرق القانون العام، بحجة أن هناك استثناء للكفاءات فيمكن مد سن الخدمة لهم، وهذه كارثة الكوارث لأن بسببها يسعى هذا المسئول لتجريف وقتل الكفاءات والكوادر من تحته حتى يضمن التجديد له.

أيها السادة انتبهوا جيدا أنكم بمد الخدمة لهؤلاء تقتلون كل روح وحافز لدى الكوادر الأدنى وتكافؤ هذا المسئول سيئ النية، الذى إما فشل فى إعداد كوادر حقيقية بعده أو تعمد عدم وجود كوادر ناجحة خلفه حتى يجبر المسئولين الأعلى منه فى الدولة على الإبقاء عليه فى منصبه ومد خدمته بحجة خبراته، ونجد أنفسنا بعلم أو بدون علم نكافئ الذى فشل فى إعداد الكوادر القيادية فى مصر ونكافئ من جرف مؤسسته أو وزارته من القيادات ولم يسع لأن يكون خلفه قيادة حقيقية تثبت أنه شخص حريص على وطنه ومؤسسته!

فى الدول المتقدمة يتم تقييم القادة بصورة شاملة ومن بين عناصر التقييم المهمة أن يكون القائد درب عناصر وكوادر خلفه لتولى المسئولية بعده وهو ما يجعل الدولة تسعى بأن ترقى هذا المسئول للمنصب الأعلى لنجاحه فى إعداد كوادر من بعده.

إننى أرى أن فتح باب استثناءات هو فتح لباب الجحيم وقتل للكوادر القادمة التى نطمح أن تكون معول بناء لمصر المستقبل، وإذا كان هذا المسئول بالفعل فذا وعبقريا ونادرا فيمكن الاستعانة به كمستشار فى نفس مجاله، لكن للأسف يسعى الفاسدون لفتح باب الاستثناءات على مصراعيه ويصبح بعد قليل الاستثناء هو الأصل.. وسلامى لنفاذ القانون واحترام الدستور.. انتظروا موسم مد الخدمة فوق سن الستين بحجة الكفاءة.. كل عام وحضراتكم بخير.. الموسم قرب قوى.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.